قالوا: أرض نجرا (1)، قال: أرض سباخ جنبوا ويمنوا.
فلما أتى يمنة السواد (2) إذ هو براهب في صومعة (3) له، فقال: يا راهب انزل ههنا؟ قال: لا تنزل هذه الأرض بجيشك، لأنه لا ينزلها إلا نبي أو وصي نبي بجيشه، يقاتل في سبيل الله عز وجل، هكذا نجد في كتبنا.
فقال له علي عليه السلام: وأنا وصي سيد الأنبياء.
فقال له الراهب: فأنت إذا أصلع قريش، ووصي محمد. قال: أنا ذاك.
فنزل الراهب إليه فقال: خذ علي شرايع الاسلام، إني وجدت في الإنجيل نعتك وإنك تنزل أرض براثا (4) بيت مريم، وأرض عيسى.
فقال له أمير المؤمنين: قف ولا تخبرنا بشئ. ثم أتى موضعا فقال: الكزوا (5) فلكزه برجله فانبجست (6) عين خرارة، فقال: هذه العين التي أنبعت لها (7).
ثم قال: اكشفوا هاهنا على سبعة عشر ذراعا. فكشفت، فإذا صخرة بيضاء، فقال علي: على هذه وضعت مريم عيسى من عاتقها، وصلت هاهنا، فنصب أمير المؤمنين الصخرة، وصلى عليها وأقام هناك أربعة أيام، وجعل الحرم في خيمة من الموضع على دعوة.
ثم قال: أرض براثا هذا بيت مريم هذا الموضع المقدس صلى فيه الأنبياء.