فقالت: أنا بتسكيته (1) أرفق، وأنت تطحن الشعير، فطحنت شيئا من الشعير فإذا أنا بالإقامة، فمضيت وصليت مع رسول الله صلى الله عليه وآله، فلما فرغت قلت لعلي ما رأيت؟ فبكى و (2) خرج، ثم عاد يتبسم، فسأله عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله.
قال: دخلت على فاطمة وهي مستلقية لقفاها، والحسين نائم على صدرها، وقدامها الرحى تدور من غير يد! فتبسم رسول الله صلى الله عليه وآله وقال: يا علي أما علمت أن لله ملائكة سيارة في الأرض يخدمون محمدا وآل محمد إلى أن تقوم الساعة؟! (3) 7 - ومنها: أن أبا ذر قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وآله أدعو عليا عليه السلام، فأتيت بيته فناديته، فلم يجبني (4)، والرحى تطحن وليس معها أحد، فناديته، فخرج معي وأصغى إليه رسول الله، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله شيئا لم أفهمه، فقلت: عجبا (5) من رحى في بيت علي تدور ما عندها (6) أحد.
فقال: إن ابنتي فاطمة ملا الله قلبها وجوارحها إيمانا ويقينا، وإن الله علم ضعفها فأعانها على دهرها، وكفاها، أما علمت أن لله ملائكة موكلين بمعونة آل محمد صلى الله عليه وآله؟! (7).