الخرائج والجرائح - قطب الدين الراوندي - ج ٢ - الصفحة ٥١٨
صلى الله عليه وآله بكتابه إلى ذي الكلاع وقومه (1) فدخلت عليه فعظم كتابه، وتجهز وخرج في جيش عظيم. وخرجت معه، فبينا نسير إذ رفع لنا دير (2) راهب، فقال: أريد هذا الراهب، فلما دخلنا عليه سأله (3) أين تريد؟
قال: هذا النبي الذي خرج في قريش، وهذا رسوله.
قال الراهب: لقد مات هذا الرسول. فقلت: من أين علمت بوفاته؟ قال: إنكم قبل أن تصلوا إلي كنت أنظر في كتاب دانيال فمررت بصفة محمد صلى الله عليه وآله ونعته وأيامه (4) وأجله، فوجدت أنه في هذه الساعة يتوفى (5)، فقال ذو الكلاع: أنا أنصرف.
قال جرير: فرجعت فإذا رسول الله توفي ذلك اليوم. (6)

1) " ذي الكلاع وفوضه " م.
" ذو الكلاع ": بالفتح ملك حميري من ملوك اليمن من الاذواد،. وسمى ذي الكلاع لأنهم تكلعوا على يديه أي تجمعوا " لسان العرب مادة كلع ".
وذكر في جمهرة أنساب العرب: 434:... احاظه هؤلاء هم رهط ذي الكلام وهو سميفع بن ناكور بن عمرو بن يعفر بن يزيد وهو ذو الكلاع الأكبر بن نعمان، قتل ذو الكلاع يوم صفين مع معاوية...
أقول: ولجرير خبر آخر رواه البيهقي باسناده عن جرير قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله:
ألا تريحني من ذي الخلصة - اسم البيت الذي فيه الصنم -...
قال: فسرت إليها في مائة وخمسين فارسا من حمس، فأتيناها فحرقناها نارا، قال وكان يقال لها كعبة اليمانية قد سيرت فيها نصب لهم...
(دلائل النبوة: 5 / 348، السيرة النبوية لابن هشام: 1 / 89).
2) رفع له الشئ: أبصره عن بعد.
والدير: مقام الرهبان أو الراهبات.
3) " سأل " م.
4) نعته: وصفه. وفي خ ل " بعثه وأيامه ". وفي ه‍ " نعته وآياته ".
5) " توفى في هذه الساعة " ه‍، البحار.
6) عنه البحار: 15 / 220 ح 40 و ج 20 / 380 ح 5، واثبات الهداة: 1 / 380 ح 107.
(٥١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 513 514 515 516 517 518 519 520 521 522 523 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الرابع عشر في أعلام النبي صلى الله عليه وآله والأئمة عليهم السلام 489
2 فصل في أعلام رسول الله صلى الله عليه وآله 490
3 فصل في ذكر أعلام فاطمة البتول عليها السلام 524
4 فصل في أعلام أمير المؤمنين عليه السلام 541
5 فصل في أعلام الامام الحسن بن أمير المؤمنين عليه السلام 571
6 فصل في أعلام الامام الحسين بن علي عليه السلام 577
7 فصل في أعلام الامام علي بن الحسين عليه السلام 583
8 فصل في أعلام الامام محمد بن علي الباقر عليه السلام 589
9 فصل في أعلام الامام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام 606
10 فصل في أعلام الامام موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام 649
11 فصل في أعلام الامام علي بن موسى الرضا عليه السلام 658
12 فصل في أعلام الامام محمد بن علي التقي عليه السلام 664
13 فصل في أعلام الامام علي بن محمد النقي عليه السلام 672
14 فصل في أعلام الامام الحسن بن علي العسكري عليه السلام 682
15 فصل في أعلام الامام الحجة بن الحسن المهدي (عج) 692
16 الباب الخامس عشر في الدلالات والبراهين على صحة إمامة الاثني عشر إماما عليهم السلام 706
17 فصل 791
18 الباب السادس عشر في نوادر المعجزات وفيه سبعة وعشرون فصلا: 792
19 الباب السابع عشر في الموازاة بين معجزات نبينا صلى الله عليه وآله ومعجزات أوصيائه عليهم السلام، ومعجزات الأنبياء عليهم السلام 875
20 باب في الكلام على الخرمية القائلين بتواتر الرسل بعد نبينا 877
21 فصل في إبطال قولهم 877
22 و فيه ثلاثة فصول: 879
23 باب في معجزات محمد صلى الله عليه وآله وأوصيائه عليهم السلام من جهة الأخلاق وفيه اثنا عشر فصلا: 883
24 باب في موازاة النبي صلى الله عليه وآله والأئمة عليهم السلام للأنبياء عليهم السلام في المعجزات وغيرها 904
25 وفيه خمسة فصول 907
26 باب في أن معجزات النبي صلى الله عليه وآله والأئمة عليهم السلام ليست ببدع فقد كان للأنبياء والأوصياء عليهم السلام معجزات وفيه أربعة وعشرون فصلا: 922