٢٨ - ومنها: ما روي عن الحسن (١) بن علي عليهما السلام في قوله تعالى: ﴿ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة﴾ (٢) قال: يقول الله (٣) يبست قلوبكم معاشر اليهود كالحجارة اليابسة، لا ترشح برطوبة، أي أنكم لا حق الله تؤدون، ولا أموالكم (٤) تتصدقون ولا بالمعروف تتكرمون، ولا للضيف تقرؤن (٥) ولا مكروبا تغيثون، ولا بشئ من الانسانية تعاشرون وتواصلون.
(أو أشد قسوة) أبهم على السامعين ولم يبن لهم، كما يقول القائل: أكلت لحما أو خبزا، وهو لا يريد [به] أني لا أدري ما أكلت بل يريد [به] أن يبهم على السامع حتى لا يعلم ماذا أكل، وإن كان يعلم أنه قد أكل أيهما.
﴿وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار﴾ (6) أي قلوبكم في القساوة بحيث لا يجئ منها خير يا يهود، وفي الحجارة ما يتفجر منه الأنهار فتجئ بالخير والنبات لبني آدم.
(وإن منها) أي وإن من الحجارة (لما يشقق فيخرج (7) منه الماء) دون الأنهار، وقلوبكم لا يجئ منها لا كثير من الخير ولا قليل.
(وإن منها) أي من الحجارة إن أقسم عليها باسم الله تهبط، وليس في قلوبكم شئ منه.
فقالوا: زعمت يا محمد أن الحجارة ألين من قلوبنا، وهذه الجبال بحضرتنا فاستشهدها على تصديقك، فان نطقت بتصديقك فأنت المحق، فخرجوا إلى أوعر جبل فقالوا: استشهده. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: