34 - ومنها: ما قال شعيب أيضا: دخلت عليه عليه السلام فقال لي: من كان زميلك؟
قلت: الخير (1) الفاضل أبو موسى النبال (2).
قال: استوص به خيرا، فان له عليك حقوقا كثيرة:
فأما أولهن فما أنت عليه من دين الله، وحق الصحبة.
قلت: لو استطعت ما مشى على الأرض (3). قال: استوص به خيرا.
قلت: دون هذا أكتفي به منك.
قال: فخرجنا حتى نزلنا منزلا في الطريق يقال له " ونقر " (4) فنزلناه، وأمرت الغلمان أن تلقي للإبل العلف، وتصنع طعاما (5)، ففعلوا. ونظرت إلى أبي موسى ومعه كوز من ماء وأخذ طريقه للوضوء وأنا أنظر إليه حتى هبط في وهدة من الأرض وأدرك الطعام. فقال لي الغلمان: قد أدرك الطعام، تتغدون؟ قلت لهم: اطلبوا أبا موسى فإنه أخذ في هذا الوجه يتوضأ. فطلبه (6) الغلمان، فلم يصيبوه. فقلت لهم: اطلبوا أبا موسى، وأعطيت الله عهدا [أن] لا أبرح من موضعي (7) الذي أنا فيه ثلاثة أيام