إلينا محمدا - ولهذا جئتنا -؟
قال: يا قوم إني قد جئتكم بخبر أخبرني به ابن أخي محمد صلى الله عليه وآله فانظروا في ذلك، فإن كان كما قال فاتقوا الله وارجعوا عن قطيعتنا، وإن كان بخلاف ما قال سلمته إليكم واتبعت مرضاتكم.
قالوا: وما الذي أخبرك؟
قال: أخبرني أن الله قد بعث على صحيفتكم دابة فلحست ما فيها غير اسم الله فحطوها فإن كان الامر بخلاف ما قال سلمته إليكم.
ففتحوها فلم يجدوا فيها شيئا غير اسم الله.
فتفرقوا وهم يقولون: سحر سحر. وانصرف أبو طالب رضي الله عنه. (1) 231 - ومنها: أنه لما كانت الليلة التي خرج فيها رسول الله صلى الله عليه وآله إلى الغار كانت قريش اختارت من كل بطن منهم رجلا ليقتلوا محمدا صلى الله عليه وآله فاختارت خمسة عشر رجلا من خمسة عشر بطنا، كان فيهم أبو لهب من بطن بني هاشم ليتفرق دمه في بطون قريش فلا يمكن بني هاشم أن يأخذوا بطنا واحدا، فيرضون عند ذلك بالدية فيعطون عشر ديات.
فقال النبي صلى الله عليه وآله لأصحابه: لا يخرج الليلة منكم أحد من داره. فلما نام الرسول صلى الله عليه وآله قصدوا باب عبد المطلب، فقال لهم أبو لهب: يا قوم إن في هذه الدار نساء بني هاشم وبناتهم، ولا نأمن أن تقع يد خاطئة إذا وقعت الصيحة عليهن فيبقى ذلك علينا مسبة وعارا إلى آخر الدهر في العرب، ولكن اقعدوا بنا جميعا على الباب نحرس محمدا في مرقده، فإذا طلع الفجر تواثبنا إلى الدار فضربناه ضربة رجل واحد وخرجنا، فإلى أن تجتمع الناس قد أضاء الصبح، فيزول عنا العار عند ذلك.
فقعدوا بالباب يحرسونه.