خرج أبي في نفر من أهل بيته وأصحابه إلى بعض حيطانه، وأمر باصلاح سفرة فلما وضعت ليأكلوا أقبل ظبي من الصحراء يتبغم (1)، فدنا من أبي، فقالوا:
يا ابن رسول الله ما يقول هذا الظبي؟
قال: يشكو أنه لم يأكل منذ ثلاث شيئا، فلا تمسوه حتى أدعوه ليأكل معنا.
قالوا: نعم. فدعاه، فجاء يأكل معهم، فوضع رجل منهم يده على ظهره فنفر، فقال أبي: ألم تضمنوا لي أنكم لا تمسوه؟! فحلف الرجل أنه لم يرد به سوءا، فكلمه أبي وقال للظبي:
ارجع فلا بأس عليك. فرجع يأكل حتى شبع، ثم تبغم وانطلق.
فقالوا: يا ابن رسول الله ما قال [الظبي]؟ قال: دعا لكم بالخير [وانصرف]. (2) 6 - ومنها: أن أبا خالد الكابلي كان يخدم محمد بن الحنفية دهرا، وما كان يشك أنه إمام، حتى أتاه يوما فقال: إن لي حرمة، فأسألك برسول الله وبأمير المؤمنين إلا أخبرتني: أنت الامام الذي فرض الله طاعته؟
فقال: علي، وعليك، وعلى كل مسلم الإمام علي بن الحسين.
فجاء أبو خالد إلى علي بن الحسين عليه السلام، فلما سلم عليه قال له: مرحبا بك يا كنكر، ما كنت لنا بزوار! ما بدا لك فينا؟
فخر أبو خالد ساجدا لله تعالى لما سمعه منه، وقال: الحمد لله الذي لم يمتني حتى عرفت إمامي. قال: كيف عرفت؟