معدن الجواهر - أبو الفتح الكراجكي - الصفحة ٦٩
وأوصى حكيم ولده فقال: اعلم يا بني أن العجب لتسعة (1) أشياء: لمن عرف الله تعالى ولم يطعه ولمن رجا ثوابه ويعمل ولمن خاف عقابه ولم يحترز ولمن عرف شرف العلم ورضي لنفسه بالجهل ولمن صرف جميع همته إلى عمارة الدنيا مع علمه بفراقه (2) لها ولمن عرف الآخرة وخرب مستقره مع علمه بانتقاله إليها ولمن جرى في ميدان أمله وهو لا يعلم متى يعثر بأجله ولمن غفل عن النظر عواقبه وهو يعلم أنه لا يغفل عنه ولمن يهنيه دار الدنيا عيشه وهو لا يدري إلى ما يصير أمره.
يا بني عليك بتسع خلال تسد في الناس وهو: العلم والأدب والفقه والعفة والأمانة والوقار والحزم والحياء والحلم والكرم (3).
يا بني صن تسعه بتسعة: صن عقلك بالعلم وجاهلك بالحلم ودينك بمخالفة الهوى ومروتك بالعفاف وعرضك بالكرم ومنزلتك بالتواضع ومعيشتك بحسن التكسب ونهضتك بترك العجب ونعم الله عليك بالشكر.
واعلم يا بني أن الحكماء ذموا شيئا ذمهم لتسع: الكذب والغضب والجزع والحسد والخيانة والبخل والعجلة وسوء الخلق والجهل. ولا مدحوا شيئا مدحهم لتسع: الصدق والحلم والصبر والرضا بالقسم والوفاء والكرم والتأيد وحسن الخلق والعلم.
واحذر يا بني مشاورة تسعة فان الرأي منهم عازب: البخيل والجبان والحريص والحسود وذي الهوى والكثير العقود مع النساء ومعلم الصبيان والمبتلى بامرأة سليطة

(1) في الأصل (تسعة).
(2) في الأصل (لفراقه).
(3) كذا في الأصل وهي عشرة أشياء.
(4) كذا في الأصل وهي ثمانية.
(٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 » »»
الفهرست