معدن الجواهر - أبو الفتح الكراجكي - الصفحة ٦٥
وثامنها ان لا يتكلم في محفل بما لا يسأل عنه لا يستثنيه (1) مما لا يامن الندم على اظهاره.
وقال بعض الزهاد لاحد القضاة: قد كنت أحب لك الخلاص من التعرض للحكم الناس فإذا قد بليت به فيجب عليك ان تنفي نفسك ثمان خصال:
يجب (2) ان لا تكره اللوائم ولا تحب المحامد ولا تخاف العذل ولا تأنف من المشاورة إذا عالما ولا تتوقف عن القضاء إذا كنت بالحق عارفا وتقضي وأنت غضبان ولا تتبع الهوى ولا تسمع شكوى ليس معه خصمه.
وأوصى حكيم ولده فقال: تحصن بني من ثمان بثمان: بالعدل في المنطق من ملامة الجلساء وبالروية في القول من الخطاء وبحسن اللفظ من البذاء وبالانصاف من الاعتداء وبلين الكتف من الجفاء وبالتودد من ضغائن الأعداء والمقاربة من الاستطالة وبالتوسط في الأمور بالطخ (3) العيوب.
واعلم أن من منه ثمانية كان له من الله ثمانية: من اتقى تعالى وقاه ومن توكل عليه كفاه ومن اقرضه وفاه ومن سأله أعطاه ومن عمل بما يرضيه رضاه ومن صبر محارمه حباه ومن أنفق في سبيله جازاه (4) وثمانية أشياء تنفع الا بثمانية: العقل إلا بالورع ولا الحفظ الا بالعمل ولا شدة البطش إلا بقوة القلب ولا الجمال إلا بالحلاوة ولا السرور الا بالأمن ولا الحسب الا بالأدب ولا الحفظ بالكفاية ولا المروة الا بالتواضع.
وقيل: ان الأذلاء ثمانية: الكذاب والغريب والعليل والجرب والمديون والفقير بين الأغنياء والجاهل بين العلماء ومن ترادفت عليه المصائب

(1) كذا في الأصل.
(2) في الأصل (تحب).
(3) كذا في الأصل.
(4) كذا في الأصل وهي سبعة أشياء.
(٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 ... » »»
الفهرست