ظاهر القرآن والخبر المأثور عن النبي صلى الله عليه وآله إما القرآن فإن الله تعالى قال حكاية عن إبراهيم عليه السلام * (رب هب لي من الصالحين) * الصافات فأخبر عن سؤاله في الولد قال الله تعالى * (فبشرناه بغلام حليم) * الصافات ثم أخبر عن حال هذا الغلام فقال فلما بلغ معه السعي * (قال يا بني انى ارى في المنام اني أذبحك) * الصافات فوصف قصة الذبح المختصة بهذا الغلام إلى قوله * (انا كذلك نجزى المحسنين) * الصافات ثم قال بعد ذلك * (وبشرناه بإسحاق نبيا من الصالحين) * الصافات فاعلمنا ان إسحاق إنما اتاه بعد الولد الأول الذي أجيبت فيه دعوته ورأى في المنام انه يذبحه وهذا يدل على أنه غير إسحاق وليس غيره ممن ينسب هذا إليه إلا إسماعيل عليه السلام وأما الخبر المأثور فقول رسول الله صلى الله عليه وآله انا ابن الذبيحين يعنى إسماعيل وعبد الله بن عبد المطلب ولو كان الذبيح إسحاق لما صح هذا الخبر على ظاهره لأنه ليس هو ابنه وهو ابن إسماعيل عليه السلام (فصل) جاء في الحديث ان الله تعالى بعث إلى عبد المطلب في منامه ملكا فقال له يا عبد المطلب احفر زمزم قال وما زمزم قال تراث أبيك آدم عليه السلام وجدك الأقدم عند الفرث والدم عند الغراب الأعصم وان عبد المطلب رأى ذلك في منامه ثلاث ليال متواليات وأصبح اليوم الرابع فقعد عند البيت الحرام فبينا هو قاعد إذا بقرة قد أفلتت من بعض الجزارين في أعلا الأبطح من وثاقها حتى جاءت إلى موضع زمزم فوقفت هناك فجزرت مكانها وسقط غراب أعصم على الفرث والدم والاعصم هو الذي إحدى رجليه بيضاء فقال عبد المطلب هذا تأويل رؤياي فحفرها في موضعها فصعب عليه الحفر فقال اللهم ان لك على نذرا ان أتقرب ببعض ولدي ان انبطت الماء فلما نبع الماء عزم على أن يقرب بعض ولده فجاء بنو مخزوم وسائر قريش فقالوا له أقرع بين ولدك فخرجت القرعة على عبد الله فقال بنو مخزوم له افد ولدك بمالك فاقرع بينه وبين عشرة من الإبل فخرجت القرعة على عبد الله فجعلها عشرين وقرع بينه وبينها فخرجت القرعة على عبد الله فما زال كذلك حتى صارت الإبل مائة و في حديث آخر انها بلغت ألفا وهي دية الملوك فعند ذلك وقعت القرعة على الإبل فقربها فجعلها هديا اخبرني شيخي أبو عبد الله الحسين بن عبيد الله رضي الله عنه قال اخبرني أبو محمد بن هارون بن موسى قال اخبرني محمد بن همام عن أبي محمد الحسن بن جمهور قال حدثني أبي قال حدثني الحسن بن محبوب عن علي بن رباب عن مالك بن عطية قال لما حفر عبد المطلب بن هاشم زمزم وانبط منها الماء اخرج منها غزالين من ذهب وسيوفا وأدراعا فجعل الغزالين زينة للكعبة واخذ السيوف والدروع وقال هذه وديعة كان أودعها مضاض الجرهمي بن الحرث بن عمرو بن مضاض
(١٠٦)