كنز الفوائد - أبو الفتح الكراجكي - الصفحة ١٠٨
في أنهم ما قتلوا المسيح ولا صلبوه لأن المسيح عندكم ليس هو الناسوت بانفراده وانما هو مجموع شيئين لم يظفر اليهود إلا بأحدهما الذي هو المسيح (مسألة أخرى عليهم) يقال لهم أيجوز ان يكون جسم متحرك وشخص آكل شارب تحله الاعراض الحادثات وتناله الآلام والآفات قديما فإن قالوا أيجوز ذلك لم يأمنوا ان يكون ناسوتا قديما وان قالوا لا يجوز ذلك قيل لهم فالمسيح عليه السلام كانت فيه هذه الصفات معلومات مرئيات فإن أنكروا ذلك كابروا وقبح معهم الكلام وان أقروا به وقالوا قد كان على هذه الصفات قيل لهم فقد صح حدوثه وبطل قدمه وحصلتم عابدين لبشر مخلوق مربوب فإن قالوا إنما رأينا ناسوته المحدث ولم نر لاهوته القديم قيل لهم أوليس من مذهبكم انهما اتحدا وصارا شيئا واحدا فإذا قالوا نعم قيل لهم فيجب ان يكون من رأى أحدهما فقد رآهما وان لم يكن الامر كذلك فما اتحدا (فصل آخر من قولهم وكلام عليهم) هم يذهبون إلى أن إلههم من ثلاثة أقانيم والأقنوم عندهم هو الجوهر يعنون الأصل فالثلاثة الجواهر عندهم اله واحد ويسمون هذه الثلاثة الأب والابن والروح فيقال لهم إذا جاز ان يكون عندكم ثلاثة أقانيم الها واحدا فلم لا يجوز ان يكون ثلاثة آلهة اقنوما واحدا ويكون ثلاثة فاعلين جوهرا واحدا فيما ابطلوا به هذا بطل قولهم سواء (فصل من قولهم) وقد احتجوا فقالوا وجدنا من له ابن أشرف وأفضل ممن لا ابن له ومن لا ابن له ناقص قالوا وكذلك وجدنا من لا حياة له ميت والروح هي الحياة فوجب ان تصف إلهنا بالشرف والكمال ووجود الحياة فيقال لهم فقولوا إن له بنين عدة فإن ذلك أكثر لشرفه واسنى لمنزلته بل قولوا ان له نسلا وان جدا لأن من له ابن أجل ممن ليس له الابن فقط وإذا أوجبتم الروح التي زعمتم انها الحياة لئلا يكون ميتا فاوجبوا له علما لئلا يكون جاهلا وقدره لئلا يكون عاجزا قولوا أيضا ان له عينين ليكون ناظرا وجميع الحواس ليكون مدركا فإن قالوا إن كان له ما ذكرتم لما اتحد بالناسوت فصار مسيحا قيل لهم بل يجب ان يكون له فيما لم يزل ولا كان ناقصا (فصل من الألفاظ التي يقرون ان المسيح عليه السلام قالها وهي دالة على بطلان مذهبهم فيه) قوله في الإنجيل لا يكون الرسول أعظم ممن أرسله وقوله من آمن بي وآمن بالذي أرسلني وقوله يا إلهي قد علموا انك أنت الله وحدك لا شريك لك وانك أنت الله الخالق وانك أنت أرسلت المسيح عيسى ليبلغ رسالتك وان نعبدك وحدك لا شريك لك وقال له الحواريون أين تذهب وتدعنا فقال اذهب إلى إلهي والهكم فاسئله ان يبعث
(١٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 ... » »»