المسائل العكبرية - الشيخ المفيد - الصفحة ٩٤
فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله " 1 وقد رأينا آدم عليه السلام لم يعرف إبليس لما تصور له 2 وأغواه 3، ولا مريم عليها السلام عرفت جبرائيل 4، ولا عرف داود الملكين، ولا لوط وإبراهيم 5 عرفا الملائكة لما جاؤوا بصورة ضيوف، ولا صاحب شريعتنا صلى الله عليه وآله 6 عرف المنافقين حتى عرفه الله إياهم.
والجواب، أن هذا حديث لا نعرف له سندا متصلا ولا وجدناه في الأصول المعتمدة، وما كان هذا حكمه لم يصح التعلق به والاحتجاج بمضمونه.
فصل. مع أن له وجها في النظر - لو ثبت لكان محمولا عليه - وهو الخبر عن صحة ظن المؤمن في أكثر الأشياء، وليس يخبز 7 بالغائبات 8 من طريق المشاهدة، وقد قيل إن الانسان لا ينتفع بعلمه ما لم ينتفع بظنه، أراد بذلك أنه متى لم يكن

١ - روى الشيخ المفيد في كتابه (الاختصاص ١٤٣): في الصادق عليه السلام. أنه قال:... وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله: اتقوا فراسة المؤمن، فإنه ينظر بنور الله. ورواه الشيخ الصدوق في معاني الأخبار (ص ٣٥٠)، ونقله العلامة المجلسي في بحار الأنوار ٣٨ / ٨٣ و ٦٧ / ٦١. ونقل أيضا عن بصائر الدرجات (ص ٧٩) عن سليمان الجعفري، قال: كنت عند أبي الحسن عليه السلام قال:
يا سليمان! اتق فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله. فسكت حتى أصبت خلوة، فقلت: جعلت فداك سمعتك تقول: اتق فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله؟ قال: نعم يا سليمان، إن الله خلق المؤمن من نوره، وصبغهم في رحمته وأخذ ميثاقهم لنا بالولاية. والمؤمن أخ المؤمن لأبيه وأمه، أبوه النور وأمه الرحمة، وإنما ينظر بذلك النور الذي خلق منه. ثم قال العلامة المجلسي:
بيان: الفراسة الكاملة لكمل المؤمنين، وهم الأئمة عليهم السلام، فإنهم يعرفون كلا من المؤمنين والمنافقين بسيماهم، كما مر في كتاب الإمامة، وسائر المؤمنين يتفرسون ذلك بقدر إيمانهم. (بحار الأنوار ٦٧ / 73).
2 - رض 2: لما سوله.
3 - رض: أغراه، مل: غواه.
4 - مل، مر: جبرئيل. رض، رض 2: جبرئيل عليه السلام.
5 - رض: عليهما السلام.
6 - حش، مر. رض 2: عليه السلام.
7 - رض، مل، مر، رض 2: + عن علمه.
8 - رض، مل: بالغائب.
9 - حش: حتى.
(٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 ... » »»