المسائل العكبرية - الشيخ المفيد - الصفحة ١٠٥
العهد محتمل 1 إثبات الحجة عليهم بالعقول والإقدار والتمكين، وإن مستنسخي الأعمال موكلون بالحجر ليرفعوا أعمال المسلمين من المقربين 2 إلى غيرهم من الملائكة تعبدا لهم بذلك، وليلقي الكتاب المؤمن يوم القيامة بعمله الصالح، فبشر 3 بالبشارة به. وقد قال الله عز وجل: " إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعلمون " 4 وليس كل من استودع شيئا جعله في نفسه ورأيه، ولا كل من أخبر عنه بأنه قد أودع شيئا، كان المعنى بذلك نفسه دون ما جاوره وتعلق به ضربا من التعلق، لجواز ذكر تسمية الشئ باسم ما جاوره وقاربه.
مع أنه لو ثبت أن الحجر وضع فيه كتاب لم يمتنع أن يرفع الله الكتاب منه قبل كسره أو عنده، فلا تجد بفقده أن لا يكون موجودا فيه قبل تلك الحال، هذا على تأويل الخبر وسلامته، فأنا مع الريب فيه و ه الوقوف في صحته فلا عهدة علينا [25 و] في صحته وسقمه.
والحديث الذي روي أن أمير المؤمنين عليه السلام قال لعمر بن الخظاب - عند قوله للحجر 6: إنني أعلم أنك لا تضر ولا تنفع -: مه، يا ابن الخطاب! إن له عينين يبصر بهما وأذنين يسمع بهما 7. أراد به أن معه موكلا من الملائكة ذا عينين يبصر

والعهد الذي أخذ الله عز وجل عليهم - إلى أن قال -: ثم إن الله عز وجل لما بنى الكعبة وضع الحجر في ذلك المكان، لأن الله حين أخذ الميثاق من ولد آدم أخذه في ذلك المكان، وفي ذلك المكان ألقم الملك الميثاق. (وسائل الشيعة ١٣ / ٣١٨).
١ - حش: يحتمل.
٢ - رض: المقرين.
٣ - رض: فيسر.
٢ - سورة الجاثية (٤٥): ٢٩.
٥ - حش: أو.
٦ - رض: في الحجر.
٧ - عن أبي عبد الله عليه السلام قال: مر عمر بن الخطاب على الحجر الأسود، فقال: والله يا حجر! إنا لنعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، إلا أنا رأينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يحبك فنحن نحبك. فتال له أمير المؤمنين عليه السلام: كيف يا بن الخظاب! فوالله ليبعثنه الله يوم القيامة وله لسان وشفتان، فيشهد لمن وافاه، وهو يمين الله في أرضه يبايع بها خلقه. فقال عمر: لا أبقانا الله في بلد لا يكون فيه علي بن أبي طالب، (علل الشرائع ٢ / 226).
(١٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 ... » »»