لم نتعرض لشرح أخبارهم، لظهور ما قصصته من أمر العرب من أعمارهم على ما تدعيه الفرس، ولقرب عهدها منا وبعد عهد أولئك، وثبوت أخبار معمري العرب في صحف أهل الإسلام وعند علمائهم.
وقد أسلفت القول بأن المنكر لتطاول الأعمار إنما هم طائفة (1) من المنجمين وجماعة من الملحدين، فأما أهل الكتب والملل فلا يختلفون في صحة ذلك وثبوته.
فلو لم يكن من جملة المعمرين إلا من التنازع في طول عمره مرتفع، وهو سلمان الفارسي (2) رحمة الله عليه، وأكثر أهل العلم يقولون: بأنه رأى المسيح، وأدرك النبي صلوات الله عليه وآله، وعاش بعده، وكانت وفاته في وسط أيام عمر بن الخطاب (3)، وهو يومئذ القاضي بين المسلمين في