من شهود قضاة سلطان الوقت وحكامه - لما قصد بذلك من حراسة (1) قومه، وحفظ صدقاته، وثبوت وصيته عند قاضي الزمان، وإرادته مع ذلك الستر على ولده، وإهمال ذكره، والحراسة لمهجته بترك التنبيه (2) على وجوده، والكف لأعدائه بذلك عن الجد والاجتهاد في طلبه، والتبريد (3) عن شيعته لما يشنع به عليهم من اعتقاد وجوده وإمامته.
ومن اشتبه (4) عليه الأمر فيما ذكرناه، حتى ظن أنه دليل على بطلان مقال الإمامية في وجود ولد للحسن عليه السلام مستور عن جمهور الأنام، كان بعيدا من الفهم والفطنة، بائنا (5) عن الذكاء والمعرفة، عاجزا بالجهل عن التصور أحوال العقلاء وتدبيرهم (6) في المصالح وما يعتمدونه (7) في ذلك من صواب الرأي وبشاهد الحال، ودليله من العرف والعادات.
فصل:
وقد تظاهر الخبر فيما كان عن تدبير أبي عبد الله جعفر بن محمد عليه السلام، وحراسته (8) ابنه موسى بن جعفر عليه السلام بعد وفاته من ضرر