مقتضب الأثر - أحمد بن عياش الجوهري - الصفحة ١
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله المبتدى خلقه بالنعم، وايجادهم بعد العدم، والمصطفى منهم من شاء في الأمم، حججا على سائر الأمم، وبمحمد صلى الله عليه وآله وسلم ختم، وبالأئمة من بعده النعمة أتم، مصابيح الظلم، وينابيع الحكم، صلى الله عليهم وسلم وكرم، فجعلهم الله تبارك وتعالى من حججه الماضين أبد الأبدين، وضرب لهم في كتابه أمثلا فقال جل اسمه: ان عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا وقال: فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا وقال: بعثنا منهم اثنى عشر نقيبا ثم قرنهم رسول الله بكتاب ربه، جعلهم قرنائه، و عليه أمناءه، فقال: انى مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي الا وانهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض، فجعل حكمهما في الطاعة وفى الاقتداء بهما واحدا، ثم أعلمنا صلى الله عليه وآله وسلم أسماءهم عليهم السلام وانبائهم ووقفنا على أعيانهم وازمانهم، وجعل ثاني عشرهم قائمهم عليه السلام كما كان هو للأنبياء خاتمهم، فمن حاول انتقاصا من مددهم أو زيادة في عددهم فقد الحد في دين الله، وباء يغضب من الله، وهو كالزايد في كتاب الله والمنتقص منه، إذ كان حكمهم والقرآن واحدا لا منتقصا منه ولا زائدا صلى الله عليهم وسلم.
وقد ذكرت في كتابي هذا من مقتضب الآثار ما أدته إلينا رواة الحديث من مخالفينا من النص على أئمتنا عليهم السلام من الروايات الصحيحة والتوقيف على أسمائهم وأعيانهم وأعدادهم موافقا لرواياتنا، فنقلته
(١)