19 - ومنها: حدثنا سهل الطبري، عن نزار بن عبد العزيز، عن أبي عبد الله الكاتب البغدادي، عن ميمون بن عبد الرحمان الدباس، قال: حدثني الشيخ أبو محمد البصري، يرفعه إلى عمار بن ياسر قال:
كنت بين يدي مولاي أمير المؤمنين عليه السلام إذ دخل عليه رجل وقال:
يا أمير المؤمنين إليك المفزع والمشتكى!
فقال عليه السلام: ما قصتك؟ فقال (1): ابن علي بن دوالب الصيرفي غصبني زوجني وفرق بيني وبين حليلتي، وأنا من حزبك وشيعتك.
فقال: إئتني بالفاسق الفاجر. فخرجت إليه وهو في سوق يعرف بسوق بني الحاضر فقلت: أجب مولانا أمير المؤمنين عليه السلام.
فنهض قائما وهو يقول: إذا نزل التقدير بطل التدبير.
فجاء معي حتى أوقفته بين يدي مولاي عليه السلام ورأيت بيده قضيبا من العوسج فلما وقف الصيرفي بين يديه قال:
يامن يعلم مكنون الأشياء وما في الضمائر والأوهام، ها أنذا واقف بين يديك وقوف المستسلم الذليل.
فقال: يا لعين ابن اللعين، والزنيم ابن الزنيم، أما تعلم أني أعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، وأني حجة الله في أرضه وبين عباده، تفتك بحريم المؤمنين؟!
أتراك أمنت عقوبتي عاجلا وعقوبة لله آجلا؟!
ثم قال عليه السلام: يا عمار، جرده من ثيابه. ففعلت ما أمرني به.
فقام إليه وقال: لا يأخذ قصاص المؤمن غيري.
فقرعه بالقضيب على كبده وقال: إخسأ لعنك الله.
قال عمار: [فرأيته - والله - قد] مسخه الله سلحفاة.
ثم قال عليه السلام: رزقك الله في كل أربعين يوما شربة من الماء، ومأواك القفار