الصيلم والاستئصال " ((1)).
وفي هذين الحديثين من ذكر الغيبة وصاحبها ما فيه كفاية وشفاء للطالب المرتاد، وحجة على أهل الجحد والعناد، وفي الحديث الثاني إشارة إلى ذكر عصابة لم تكن تعرف فيما تقدم، وإنما يبعث في سنة ستين ومائتين ونحوها، وهي كما قال أمير المؤمنين (عليه السلام): " سنة إظهار غيبة المتغيب "، وهي كما وصفها ونعتها ونعت الظاهر برايتها، وإذا تأمل اللبيب الذي له قلب - كما قال الله تعالى:
(أو ألقى السمع وهو شهيد) ((2)) - هذا التلويح اكتفى به عن التصريح، نسأل الرحيم توفيقا للصواب برحمته.
6 - أخبرنا سلامة بن محمد، قال: حدثنا علي بن داود، قال: حدثنا أحمد بن الحسن، عن عمران بن الحجاج، عن عبد الرحمن بن أبي نجران، عن محمد بن أبي عمير، عن محمد بن إسحاق، عن أسيد بن ثعلبة، عن أم هانئ، قالت:
" قلت لأبي جعفر محمد بن علي الباقر (عليهما السلام): ما معنى قول الله عز وجل:
(فلا أقسم بالخنس) ((3))، فقال: يا أم هانئ، إمام يخنس نفسه حتى ينقطع عن الناس علمه سنة ستين ومائتين ((4))، ثم يبدو كالشهاب الواقد في الليلة الظلماء، فإن أدركت ذلك الزمان قرت عينك.
وأخبرنا محمد بن يعقوب، عن علي بن محمد، عن جعفر بن محمد، عن موسى ابن جعفر البغدادي، عن وهب بن شاذان، عن الحسن بن أبي الربيع الهمداني، قال:
حدثنا محمد بن إسحاق، عن أسيد بن ثعلبة، عن أم هانئ، مثله، إلا أنه قال: