سماهم به رسول الله صلى الله عليه وآله، فإن كنت معترضا في ذلك فاعترض عليه.
وإنما ذكر علي صلوات الله عليه من ذلك ما سمعه وحكاه عن رسول الله صلى الله عليه وآله، فإن اتهمته وأسقطت نقله عن رسول الله صلى الله عليه وآله، فأنت أعلم، ونفسك، وقد فارقت بذلك جماعة المسلمين، مع أن ذلك قد رواه كثير من الصحابة (1) ونقله عنهم ثقات الرواة من أصحاب الحديث.
وقد ذكرنا بعض من نقل ذلك عنه من الصحابة ممن آثره عن رسول الله صلى الله عليه وآله ونص بذلك عليهم: أنهم أهل الشام (2) روى ذلك عمار بن ياسر قدس الله روحه وهو من الفضل في الموضع الذي لا يدفع عنه. ورواه عبد الله بن عمر ولم يشهد حربهم وتأسف على ذلك، وندم عليه. ورواه عبد الله بن مسعود، ومات قبل أن تكون هذه الحرب (3) في عدد كثير من الصحابة.
فأما جورهم في الحكم، فأي جور أعظم من جور من جار على إمام زمانه، وحاربه (4)، واستحل قتل أفاضل الصحابة الذين شهد لهم رسول الله