الهداية الكبرى - الحسين بن حمدان الخصيبي - الصفحة ١٥٩
قال أمير المؤمنين: فما فيكم من خلق الإنسانية وطبائعها؟ قال الجري: أقوامنا والبعض لكل صورة وخلقه، وكلنا تحيض مثل الإناث.
قال أمير المؤمنين صدقت أيها الجري، وحفظت ما كان، قال الجري:
يا أمير المؤمنين هل من توبة؟ فقال (عليه السلام): للأجل المعلوم وهو يوم القيامة والله خير حافظا وهو ارحم الراحمين.
قال الأصبغ بن نباتة: فسمعنا والله ما قال ذلك الجري ووعيناه وكتبناه وعرضناه على أمير المؤمنين (عليه السلام) فصح والله لنا ومسخ من بعض القوم الذين حضروا جريا فكان هذا من دلائله (عليه السلام).
وعنه عن أبي الحواري عن عبد الله بن محمد بن فارس بن ماهويه عن إسماعيل بن علي النهرواني، عن ماهان الأبلي، عن المفضل بن عمر الجعفي عن الصادق (عليه السلام) ان أمير المؤمنين كان حوله من جهة الأنبار في بني مخزوم، وان انسانا منهم أتاه فقال له يا خالي ان صاحبي وتربي مات ضالا وأني عليه لحزين، قال أمير المؤمنين (عليه السلام):
أتحب أن تراه؟ قال: نعم، قال: فلبس بردة رسول الله (صلى الله عليه وآله) وخرج معه إلى أن اتى إلى قبر، فركض برجله القبر فخرج الرجل من قبره وهو يقول: ويله وبيه سلان، فقال له اخوه المخزومي: أولم تمت وأنت رجل من العرب؟ قال كنا على سنة أبي بكر وعمر في العربية، ونحن اليوم على سنة الفرس فليست ألسنتنا على دين الله بالعربية فقال له أمير المؤمنين (عليه السلام): ارجع إلى مضجعك وانصرف المخزومي معه فكان هذا من دلائله (عليه السلام).
وعنه عن أبيه عن سعد بن مسلم عن صباح الأمري عن الحارث بن خضر عن الأصبغ بن نباتة قال: خرجنا مع أمير المؤمنين وهو يطوف بالسوق يأمر بوفاء الكيل والميزان وهو يطوف إلى أن انتصف النهار، مر برجل جالس فقام إليه فقال له يا أمير المؤمنين: مر معي إلى أن تدخل بيتي
(١٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 ... » »»
الفهرست