الحفيرة ودفنها أنبتت الحفيرة قصبا فكانوا يأخذون القصبة من قصبها ويلعبون فيها تنطق بما حدث به جابر للحفيرة فقصد إليها الكهول والشيوخ فاخذوا من ذلك القصب ونفخوا فيه فنطق بالعشرين الف خبر عن جابر عن محمد الباقر (عليه السلام) فسمعوه وكتبوه فخاف جابر على نفسه من بني أمية فقشر القصب وركبه وركض في طرقات المدينة فنظر إليه الناس، وقالوا له: ما شأنك أيها الحكيم، فقال لهم: جن جابر، فصاح الناس جن جابر، بما قال عن أبي جعفر، فرفع بعض الأخبار إلى بني أمية فانفذوا ليريدوا قتله فصادفوه في طرقات المدينة راكب القصب يطوف ويصيح جن جابر فكتبوا يخبرون السلطان من بني أمية بجنونه فبعث إليهم أردنا قتله لما فعل فإذا كان قد جن اتركوه فقال: أهل المدينة الجنون لجابر خير من القتل فقلنا:
سبحان الله سمعنا بهذا الخبر لكن نسيناه واما هذا بفضل موالينا أهل البيت (عليهم السلام) وهذا من دلائله (عليه السلام).
وعنه عن الحسن بن إبراهيم والحسن بن مسعود قالا دخلنا على سيدنا أبي محمد الحسن (عليه السلام) في سنة ست وخمسين ومائتين وقد ورد عليه كتاب من السواد من إخواننا يسألون مسالة لسيدنا أبي محمد (عليه السلام) ان يسال الله ان يكفيهم مؤونة رجل كان يتقلد الحرب يسمى السرجي وهو سفاك للدماء ومسالة يصرفه عنهم فدخلنا والكتاب معنا ومجلسه حافل بالناس قال السلطان مبتدئا قد قرأت الكتاب الذي معكم وبما بعث يريد اخوانكم من أهل السواد وما التمسوا فحمدنا الله وشكرناه وقمنا والكتاب معنا ففككنا ختمه في غرفة كنا نسكنها الا انا قرأناه وختمناه لنوصله فوصلنا إلى غرفتنا فأخرجنا الكتاب الذي كان معنا فوجدناه في خاتمه ففضضناه وقرأناه فوجدناه بخطه (عليه السلام) هذا سؤالنا والله الذي إليه الامر كله ولم نسأله من ليس له من الامر شئ كفيتهم شره وهو سيموت بالطاعون قبل وصول هذا الكتاب بثلاثة أيام فطبق السرجي بالطاعون ومات وحمل في أثاثه إلى سامرا فكان هذا من دلائله (عليه السلام).