رأسه، قال: فمد يده فاخذها فوسوست في نفسي، وقلت: لعله ان حميت عليه فيأخذها ثانية فيضعها على قربوس السوج فاخذها ووضعها على سرجه، فقلت: يردها على رأسه، فردها على رأسه فقلت: لا إله إلا الله يكون هذا فاق مرتين اللهم إن كان هذا هو الحق فليأخذها ثالثا من رأسه، فيضعها على قربوس سرج فرسه، ويردها مسرعا فاخذها من رأسه ووضعها على قربوس فرسه وردها مسرعا إلى رأسه وصاح يا محمد بن ميمون إلى كم هذا فقلت حسبي يا مولاي فكان هذا من دلائله (عليه السلام).
وعنه عن أبي الحسن محمد بن يحيى وأبي داود الطوسي قالا: دخلنا على أبي شعيب، محمد بن نصير بن بكر النميري البصري، وبين يديه أبو عباد بن عبادة البصري، وإسحاق بن محمد بن ابان النخعي البصري، المعروف بالأحمر والحسن بن منذر القيسي وقوف في المجلس وعلي بن أم الرقاد وفاذويه الكردي، ومحمد بن جندب، ومحمد بن عمر الكناسي وأحمد بن محمد بن فرات الكاتب، فأمرنا بالجلوس فجلسنا دون القوم وكان الوقت في غير أوان حمل النخل والشجر فانثنى أبو شعيب إلى علي بن أم الرقاد وقال: قم يا علي إلى هذه النخلة واجتني منها رطبا وائتنا فقام علي إلى النخلة، نخلة في جانب الدار لا حمل فيها فلم يصل إليها حتى رأيناها قد تهدلت أثمارها فلم يزل يلقط منها ونحن ننظر إليه حتى لقط ملء طبق معه ثم أتى به ووضعه بين أيدينا، وقال لنا كلوا واعلموا يسيرا في فضل الله على سيدكم أبي محمد الحسن (عليه السلام) على من كان متصلا به، قال: فأكلنا منه واقبل يظهر لنا فيه ألوانا من الرطب من كل نوع غريب وإذا نحن بخادم قد أتى من دار سيدنا الحسن (عليه السلام) وفي يده اناء مملوء لبنا وزبدا، وقال: يا أبا شعيب ما قنع النخعي بما طلبه في نفسه من الرطب بغير أوانه فأطعمته إياه إلى أن تحير في نفسه، إن كان هذا من عند أبي محمد الحسن، فليبعث الينا لبنا وزبدا فوضع الخادم الاناء وانصرف