الهداية الكبرى - الحسين بن حمدان الخصيبي - الصفحة ٣٣٥
ثم أسرجوا الناقة فركب وورد إلى دار انوش فخرج مكشوف الرأس حافي القدم وحوله القسيسون والشمامسة والرهبان وعلى صدره الإنجيل وتلقاه على باب داره وقال: يا سيدنا أتوسل إليك بهذا الكتاب الذي أنت أعلم به مني أم عرفت ديني فهو غناك والمسيح عيسى بن مريم وما جاء به هذا الإنجيل من عند الله الا ما سالت أمير المؤمنين مسألتك هذه فما وجدناكم في هذا الإنجيل الا مثل عيسى المسيح عند الله فقال مولانا (عليه السلام): الحمد لله ودخل على فراشه والغلمان على منصبه وقد قام الناس على اقدامهم فقال اما ابنك هذا فباق عليك والآخر مأخوذ منك بعد ثلاثة أيام وهذا الباقي عليك يسلم ويحسن اسلامه ويتولانا أهل البيت فقال انوش: والله يا سيدي قولك حق ولقد سهل علي موت ابني هذا لما عرفتني ان ابني هذا يسلم ويتوالى أهل البيت، فقال له القسيس: وأنت مالك لا تسلم فقال له انوش: انا مسلم ومولاي يعلم هذا فقال مولانا صدق انوش ولولا يقول الناس، انا ما اخبر لما أخبرتك بموت ابنك ولو لم يمت كما أخبرتك لسألت الله يبقيه عليك فقال انوش لا أريد يا مولاي الا كما تريد، قال جعفر بن أحمد القصير مات والله ذلك الابن لثلاثة أيام واسلم الاخر بعد ستة أيام ولزم الباب ولزم الباب معنا إلى وفاة سيدنا الحسن (عليه السلام).
وعنه عن أبي الحسن عاصم الكوفي وكان محجوبا قال: دخلت على أبي محمد الحسن (عليه السلام) بالعسكر فطرقت شيئا ناعما فقلت مولاي: ما هذا فقال يا عاصم أنت على بساط قد جلس عليه ووطئه كثير من المرسلين والنبيين والأئمة الراشدين فقلت: يا مولاي لا تخففت بخف ولا تنعلت بنعل ما دمت في الدنيا اعظاما لهذا البساط فقال: يا علي ان هذا الذي منه الخف جلد ملعون نجس رجس لم يقر بإمامتنا ولا أجاب دعوتنا ولا قبل ولايتنا فقلت وحقك يا مولاي لا لبست خفا ولا نعلا ابدا وقلت في نفسي كنت أشتهي ان أرى هذا البساط فوجدته ملء الدار ولم يبق لون
(٣٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 330 331 332 333 334 335 336 337 338 339 340 ... » »»
الفهرست