الهداية الكبرى - الحسين بن حمدان الخصيبي - الصفحة ١٣٩
عصوه فالحوهم لحي هذا القضيب، ورمى القضيب من يده، وكانت هذه أول قسامة، أقسمت بهتانا وزورا وأشهرت في الإسلام فاجتمع الناس في سقيفة بني ساعدة وعقدوا الامر باختيارهم لأبي بكر ودعوك إلى بيعته، فخرجت مكرها مسحوبا بعد ان هيأت يقيم لك فيها عذرا، وتقول للناس: انك مشغول بجمع رسول الله وأهل بيته وذريته وتعزيتهن وتأليف القرآن، وما كان لك في ذلك عذر فلما تركت ما جعله الله ورسوله لك وأخرجت نفسك منه أخرناك نحن أيضا وشككنا بك.
قال: هيه، وماذا تنكرون؟
قالوا: والثانية انك حكمت يوم الجمل فيهم بحكم خالفته بصفين، قلت لنا يوم الجمل: لا تقاتلوهم مولين ولا مدبرين، ولا نياما ولا أيقاظا، ولا تجهزوا على جريح، ومن ألقى سلاحه فهو كمن أغلق بابه فلا سبيل عليه، وأحللت لنا في محاربتك لمعاوية سبي الكراع واخذ السلاح وسبي الذراري فما العلة فيما اختلفوا فيه إلى أن هذا حلال وهذا حرام؟
قال: هيه، ثم ماذا أنكرتم؟
قالوا: والثالثة انك الامام والحاكم والوصي والخليفة وانك أجبتنا إلى أن حكمنا دونك في دين الله الرجال فكان ينبغي لك ان لا تفعل ولا تجيبنا إلى ذلك وتقاتلنا بنفسك ونطيعك، أو تقتل ولا تجيبهم عند رفع المصاحف إلى أن يحكم في دين الله عز وجل الرجال وأنت الحاكم.
قال: هيه، ثم ماذا؟
قالوا: والرابعة انك كتبت كتابا إلى معاوية تقول فيه بسم الله الرحمن الرحيم من أمير المؤمنين إلى معاوية بن صخر، فرد الكتاب إليك وكتب فيه يقول: إني لو أقررت انك أمير المؤمنين وقاتلتك فأكون قد ظلمتك، بل
(١٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 ... » »»
الفهرست