لبيك يا رسول الله قال: الحق إلى أهل الصفة فادعهم لي قال (أبو هريرة): وأهل الصفة (كانوا) أضياف الاسلام لا يأوون على أهل ولا مال وإذا أتته صدقة بعث بها إليهم ولم يتناول منها شيئا وإذا أتته هدية ارسل إليهم فأصاب منها وأشركهم فيها - (قال:) فساءني ذلك (و) قلت (في نفسي): وما هذا اللبن في أهل الصفة كنت أرجو أن أصيب من هذا اللبن شربة أتقوى بها وأنا الرسول فإذا جاءوا / 20 / أ / أمرني فكنت أنا أعطيهم وما عسى أن يبلغني من هذا! و (لكن) لم يكن من طاعة الله وطاعة رسول الله بد (قال:) فأتيتهم ودعوتهم فأقبلوا حتى استأذنوا فاذن لهم وأخذوا مجالسهم من البيت فقال: يا أبا هر قلت: لبيك يا رسول الله قال: خذ وأعطهم فأخذت القدح فجعلت أعطيه الرجل فيشرب حتى يروى ثم يرد علي القدح فأعطيه الآخر فيشرب حتى يروى ثم يرد علي القدح حتى انتهيت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وقد روي القوم كلهم فأخذ القدح ووضعه على يده ونظر إلي وتبسم وقال: أبا هر قلت: لبيك يا رسول الله قال: بقيت أنا وأنت قلت: صدقت يا رسول الله قال:
فاقعد واشرب فقعدت فشربت فما زال يقول: اشرب فشربت حتى قلت: لا والذي بعثك بالحق نبيا ما أجد له مسلكا قال: فأرني فأعطيته القدح فحمد الله وسمى فشرب الفضلة.