يشتهي أن يخلوا له الدار وكان يكره اذى المؤمنين فأنزل الله (يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه) إلى قوله: (والله لا يستحيي من الحق) (53 / الأحزاب: 33) فلما نزلت هذه الآية كان الناس إذ دعوا إلى طعام نبيهم فطعموا لم يلبثوا فمكث النبي صلى الله عليه وآله في بيت زينب ابنة جحش سبعة أيام ولياليها ثم تحول من بيت زينب بنت جحش إلى (بيت) أم سلمة فمكث عندها يوما وصباحه إلى الغد.
فلما تعالى النهار أتى علي الباب فدقه ذقا خفيا فعرف رسول الله صلى الله عليه وآله دقه وأنكرت أم سلمة فقال لها رسول الله صلى الله عليه وآله: يا أم سلمة قومي فافتحي الباب فإن بالباب رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله وهي لا تدري من بالباب - فقالت: يا رسول الله من هذا الذي بلغ من خطره أن أقوم فاستقبله بوجهي ومعاصمي؟ فقال: يا أم سلمة من يطع الرسول فقد أطاع الله قومي (فافتحي له الباب) فإنه لا يفتح الباب حتى يسكن عنه الوطؤ. فقامت وهي تقول: بخ بخ لرجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله. ففتحت الباب.
وأمسك (علي) بعضادتي الباب حتى إذا سكن عنه الوطؤ فتح الباب ودخل فسلم على النبي فرد عليه ثم قال (النبي): يا أم سلمة هل تعرفين هذا؟ قالت نعم هذا ابن عمك علي بن أبي طالب. قال:
اشهدي يا أم سلمة إنه سيد المسلمين من بعدي وأمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين وإمام المتقين.