وفى الختام أوصيه ونفسي الخاطئة بتقوى الله في السر وألعن والاهتمام في الورع والزهد في زخارف هذه الدنيا الدنية وان لا يترك زيارة أهل القبور والاعتبار بهم بأنهم من كانوا بالأمس فما صاروا اليوم وأين كانوا فإلى أين صاروا. وكيف كانوا فكيف صاروا، الأموال قد قسمت و الأكفاء قد زوجت، الدور قدر سكنت وما بقي لهم الا ما كانوا يفعلون ويعملون وان لا يترك تلاوة القران ومطالعة الأحاديث والتدبر فيهما والاستنارة من أنوارهما وان يقلل من المعاشرة مع الناس فإنك قلما ترى مجلسا غير مشتمل على المناهي من اغتياب عباد الله والتفكر باعراضهم والبهت حقهم واكل لحومهم ميتة سيما لو كان المغتاب بالفتح من أهل العلم فان اغتياب العلماء بمنزلة اكل الميتة المسومة وان لا ينسى ذوي حقوقه علما وأدبا ومالا وتوليدا من صالح الدعاء وان لا يألو جهده في ترويج الدين واحياء المذهب فان الشرع قد أصبح غريبا ينادى بأعلا صوته هل من ناصر ينصرني هل من ذاب يذب عنى وان لا يترك صلاة الليل والتهجد في انائه والاستغفار في أسحاره فقد قال مولانا سيد المظلومين أمير المؤمنين روحي له الفداء في وصاياه: عليك بصلاة الليل عليك بصلاة الليل وان يتورع من اكل الشبهات الا وانه لأمر عظيم، وأوصيه بالبر في حق إخوانه وأخواته وأرحامه وطلبة العلوم الدينية وفقراء المؤمنين عصمنا الله وإياه من الزلل والخطل في النية والقول والعمل انه القدير على ذلك والقادر بما هنا لك.
اللهم أحينا حياة آل محمد عليهم السلام وأمتنا مماتهم وارزقنا في الدنيا زيارتهم وفى الآخرة شفاعتهم امن امن لا ارضى بواحدة حتى يضاف إليها آل امين.
حرره بقلمه وبنانه وفاه بفيه ولسانه العبد الكئيب مقصوص الجناح بأيدي الحساد، أعداء ذرية الرسول، أبو المعالي شهاب الدين الحسيني المرعشي النجفي أحيى الله قلبه بذكره وأذاقه حلاوة مناجاته. * لعشر بقين من رجب المرجب من ص 399 الهجرة القمرية ببلدة قم المشرفة حرم الأئمة الأطهار وعش آل محمد إليهم السلام حامدا مصليا مسلما مستغفرا كتبه الحقير الفقير: محمود الأشرفي التبريزي