خاتمة المستدرك - الميرزا النوري - ج ٣ - الصفحة ٤٥
وهذه الكلمات كلها منحرفة عن الطريقة، صادرة من غير روية، وقد أشرنا في ترجمة السيد علي بن طاووس إلى عدم إمكان ذلك، وأن بين ولادة ابن إدريس ووفاة الشيخ ثلاثة وثمانون سنة، فكيف يمكن أن تكون أمه بنته؟ ثم كيف يروي عنه أو يروي عن ولده أبي علي ولم يدركه أحد من معاصريه؟ بل المعهود روايته عنه بواسطة وبواسطتين.
وذكر أبو علي في أول أماليه: أنه سمع عن والده السعيد سنة خمس وخمسين وأربعمائة (1)، وبين هذا السماع وولادة ابن إدريس قريب من تسعين سنة.
وبالجملة فاللوازم الباطلة على هذه الكلمات أزيد من أن تحصى، مع أنه تضييع للوقت، والمسعود الورام أو مسعود بن روام الموجود فيها غير مذكور في كلمات أحد من الأقدمين، ولا يبعد انه وقع تحريف في النقل، وأن الأصل المسعودي، وهو علي بن الحسين المسعودي صاحب المروج، إثبات الوصية.
قال العالم النحرير آغا محمد علي صاحب المقامع، في حواشيه على نقد الرجال، بعد نقل كلام عن رياض العلماء (2) من تعجبه من عدم ذكر الشيخ في الفهرست والرجال - المسعودي مع أنه جده من طرف أمه كما يقال، واعترض عليه بان الشيخ ذكره في الفهرست (3). إلى أن قال: وإنه ليس بجد للشيخ، بل الذي رأيته في كلام غيره أنه جد الشيخ أبي علي ولد الشيخ، وأن ابن إدريس سبط المسعودي.. إلى أن قال (رحمه الله): وأما كونه جدا لابن الشيخ ورام ابن إدريس، فالظاهر أنه سهو واضح، بل غلط فاضح، ثم بسط القول بما لا عائدة في نقله، والمقصود استظهار ما ادعيناه من الاشتباه، فلاحظ.

(1) امالي الشيخ 2: 3، وفيه سنة السماع: 456.
(2) رياض العلماء 3: 428، وردت ترجمته هنا ولكن لم يرد فيها ما أورد من إشكال.
(3) فهرست الشيخ: 193 / 880.
(٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 ... » »»