خاتمة المستدرك - الميرزا النوري - ج ٣ - الصفحة ١٥٨
قال السعيد السند بعد عد هؤلاء المشايخ. ولا ريب أن كثرة المشايخ العارفين بالحديث والرجال تفيد زيادة الخبرة في هذا المجال - يعني: علم الرجال - فإنه علم منوط بالسماع، ولمراجعة الشيوخ الكثيرين مدخل عظيم في كثرة الاطلاع، والذي يظهر من طريقة النجاشي في كتابه رعاية علو السند، وتقليل الوسائط، كما هو دأب المحدثين خصوصا المتقدمين، وهذا هو السبب في عدم روايته عمن هو في طبقته من العلماء الأعاظم، كالسيد المرتضى وأبي يعلى محمد ابن الحسن بن حمزة الجعفري (1)، وأبي يعلى سلار بن عبد العزيز الديلمي، وغيرهم (2).
الثالث: في حسن حال هؤلاء المشايخ، وجلالة قدرهم، وعلو مرتبتهم، فضلا عن دخولهم في زمرة الثقات بالقرينة العامة التي تعمهم مع قطع النظر عن ملاحظة حال آحادهم، وما ذكر في ترجمة من تعرضوا لترجمته من التوثيق الصريح، أو القرائن الكاشفة عن الوثاقة أو المدح العظيم.
وهذا ظاهر لمن عرف ديدنه وطريقته في الاخذ عن المشايخ، وتركه عن بعضهم لمجرد الاتهام، فكيف لو اعتقد انحرافه؟! ولنذكر بعض كلماته في هذا المقام.
قال رحمه الله - في ترجمة جعفر بن محمد بن مالك بن عيسى بن سابور مولى أسماء بن خارجة بن حصين (3) الفزاري -: كوفي، أبو عبد الله، كان ضعيفا في الحديث، قال أحمد بن الحسين: كان يضع الحديث وضعا، ويروي عن المجاهيل. وسمعت من قال: كان أيضا فاسد المذهب والرواية، ولا أدري كيف روى عنه شيخنا النبيل الثقة أبو علي بن همام، وشيخنا الجليل الثقة أبو

(1) أبو يعلى الجعفري. لم يرد في المصدر.
(2) رجال السيد بحر العلوم 2: 89.
(3) في المخطوطة والحجرية: حصن، وما أثبتناه من المصدر.
(١٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 ... » »»