خاتمة المستدرك - الميرزا النوري - ج ٢ - الصفحة ٤٤٦
من تصانيفه الاسم المبارك (الله) إلا ويعقبه بقوله: جل جلاله.
وقال العلامة في منهاج الصلاح في مبحث الاستخارة: ورويت عن السيد السند السعيد رضي الدين علي بن موسى بن طاووس، وكان أعبد من رأيناه من أهل زمانه (1). انتهى.
وكان دأبه في زكاة غلاته - كما ذكره في كتاب كشف المحجة - أن يأخذ العشر منها، ويعطي الفقراء الباقي منها (2). وكتابه هذا مغن عن شرح حاله، وعلو مقامه، وعظم شأنه، فلنذكر في ترجمته مطالب أخرى نافعة مهمة:
الأول: عد العلامة المجلسي في أول البحار من كتبه، كتاب (ربيع الشيعة) (3) وتال بعد ذلك: وكتب السادة الأعلام أبناء طاووس كلها معروفة وتركنا منها كتاب ربيع الشيعة، لموافقته لكتاب أعلام الورى في جميع الأبواب والترتيب، وهذا مما يقضي منه العجب (4).

(١) منهاج الصلاح: لم نعثر عليه فيه.
(٢) كشف المحجة: ١٤٣.
(٣) بحار الأنوار ١: ١٢.
(4) العجب منهم كيف نسبوا إلى مثل السيد الأجل علي بن طاووس هذا الكتاب ونتعوذ في هذه النسبة بمحض الشهرة فإنه رحمه الله عد مصنفاته في مواضع متعددة من تصنيفاته ولم يعد منها كتابا " موسوما " بربيع الشيعة.
ثانيا ": ان دأبه وديدنه ذكر اسمه أول الكتاب بل أول كل باب بل يسمى نفسه في العلامات المنفصلة عن سابقها وفي هذا الكتاب من أوله إلى آخره ليس من اسم علي بن طاووس عين ولا أثر.
وثالثا ": ان عادته ذكر خطب طويلة كثيرة الألفاظ والمعاني في الحمد والثناء لنعم الله وآلائه والصلاة والسلام عل خير رسله وأنبيائه وأوصيائه..... فكيف يسلمون النسبة ويفرضونها صدقا " ثم يتعجبون.
وهذا دليل على أن الشهرة وإن كان من العلماء والخواص أو لداعة.
وأقول لا شك في أن واحدا " من الطلاب المتوسطين الفاقدين للأسباب والكتب وجه كتاب إعلام الورى للطبرسي وسقط عنه الورق الأول فلم يعرف انه إعلام الورى وسأل عن جماعة مثل نفسه فلم يعرفوه فكتب له خطبة مختصرة متوسطة يعلمها كل طلبة وكتب ظهره هذا هو كتاب ربيع الشيعة لعلي بن طاووس حيث سمع لفظ الربيع في جملة مصنفاته ولا يدري انه ربيع الألباب أو ربيع الشيعة وقد رأى كتب الأدعية المشهورة مثل الاقبال والمهج والمجتني ولم ير ربيع ابن طاووس ولا إعلام الورى. قد رتب هذا الكتاب من العالم كما هو العادة واصل الكتاب على يد من هو أكبر منه علما " فرأى كتابا " نفيسا " كتب ظهره انه ربيع الشيعة لابن طاووس فظنه كذلك وكتب ظهره كذلك ثم أنفذه إلى آخر بعده فرأى شخصين ممن يحسن الظن بهما ويقطع بأنهما لا يكذبان كتبا ظهر كتاب نفيس في مواليد الأئمة ومعجزاتهم ولم ير هذا الثالث العالم إعلام الورى ولا ربيع الألباب. فظنه لحسن الظن بالشخصين السابقين ربيع الشيعة وانه من ابن طاووس وهكذا إلى أن اشتهر واشتبه الامر على الأساطين مثل المير الداماد في الرواشح مكررا " يقول: قال ابن طاووس في باب كذا من ربيع الشيعة، والجليل السيد الميرزا محمد الاسترآبادي يقول في رجاله الوسيط في كثير من التراجم أنه قال علي بن طاووس في كتاب ربيع الشيعة في الخبر الفلاني كم أيقن فلان ثقة وهكذا إلى أواخره فافهم ولا تحتمل أسانيد ربيع الشيعة إلى السيد قدس سره فإنه إعلام الورى وانه مر كما ذكرنا.
لمحرره يحيى.
(٤٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 441 442 443 444 445 446 447 448 449 450 451 ... » »»