خاتمة المستدرك - الميرزا النوري - ج ٢ - الصفحة ٣٥٨
جميع الأشقياء والأقسياء، بل لو سلم كون الرجل يومئذ من الشيعة حقيقة - أيضا " -. (ك) لا ينافي أخذ حب رياسته العامة بعد ذلك بنور بصيرته. (كا) وتأثير معاشرة نصاب دمشق الشام في تقلب قلبه وفطرته، وتبدل نيته وسريرته، كما أن ذلك غير عزيز بالنسبة إلى كثير (كب) من أمثال ذلك. أمثال: الكاتبي القزويني، والميرزا مخدوم الشريفي، والمولى رفيع الدين الجيلاني - فيما يقال - وغيرهم [من]، المذكورين في تضاعيف كتابنا هذا، فليلاحظ.
مع أنه (كج) لو سلم شهادة الرجلين الجليلين ببقاء شيعية الرجل إلى زمان رحلته، فلا يخفى أن مرجع هذه الشهادة بالأمور الباطنية - التي لا يعلمها إلا علام الغيوب - إلى نفي عروض سبب من أسباب الانحراف عن مذهب الحق طول هذه المدة عليه، فهو غير مسموع جدا.
(كد) ولو سلم فهي معارضة بتصريحات من هو أضبط لهذه الأمور، وأنظم وأبصر بهذه الشؤون وأعلم، ولا أقل (كه) من عدم حصول ظن حينئذ بمؤداها، بل حصول الظن بخلافها، كما لا يخفى، فلا تبقى لها بعد ذلك حجية أصلا " (كو) وتبقى أصالة عدم استبصار الرجل بحالته الأولى، كما بقيت بالنسبة إلى غير هذا من الذين اشتبه أمرهم على صاحب المجالس، بطريق أولى. فليست هذه الماجرا بأول قارورة كسرت في الاسلام، بل اتفق مثل هذا الاشتباه من كثير من علمائنا الأعلام بالنسبة إلى من هو أرجس من الأنصاب والأزلام، ومن الناصبين للعداوة - بلا كلام - مع أهل بيت العصمة عليهم السلام.
وإذا " فليست شهادة الشهيد، والمحقق الشيخ علي، بسعادة مولانا المحقق القطبي، بأعجب من شهادة مولانا المجلسي بسعادة عبد الرحمن
(٣٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 353 354 355 356 357 358 359 360 361 362 363 ... » »»