خاتمة المستدرك - الميرزا النوري - ج ٢ - الصفحة ٢٥٠
اشتهر أنه لم يضع جنبه على فراشه بالليل في مدة أربعين سنة، ولم تفته نوافل الليل والنهار في مدة عمره (1).
وفي محبوب القلوب: وله برد الله مضجعه:
از خوان فلك قرص جوى بيش مخور * انگشت عسل مخواه وصد نيش مخور أز نعمت ألوان شهان دست بدار * خون دل صد هزار درويش مخور (2) قال في الحاشية: إن المشهور أن هذه الرباعية تعريض منه بمعاصرة شيخنا البهائي طاب ثراه، وقد أنشد الشيخ في جوابه هذه الرباعية:
زاهد بتو تقوى وريا ارزانى * من دانم بي ديني وبى ايماني تو باش چنين وطعنه ميزن بر من * من كافر ومن يهود ومن نصراني (3) (4) وعن حدائق المقربين للأمير محمد صالح: إنه كان متعبدا في الغاية، مكثارا " لتلاوة كتاب الله المجيد، بحيث ذكر لي بعض الثقات أنه كان يقرأ كل ليلة خمسة عشر جزا " من القرآن، وكان مقربا " عند السلطان شاه عباس الماضي الصفوي كثيرا، وكذلك من بعده عند خليفته الشاه صفي.
وذكر جماعة أنه ذهب في آخر عمره الشريف من أصفهان بمرافقة السلطان شاه صفي المرحوم إلى زيارة العتبات العاليات، فمات هناك في سنة إحدى وأربعين وألف، كما نص عليه الخواتون آبادي، في تاريخ وقائع

(1) نجوم السماء: 49.
(2) ترجمته:
لا تأكل من مائدة الدهر أكثر من قرص شعير، ولا تطلب العسل قدر إصبع فتلدغ مائة لدغة، ادفع يدك عن ألوان نعيم الملوك، حتى لا تشرب مهجة قلب مائة الف فقير.
(3) وترجمته:
أيها الزاهد لك التقدس والرياء، وأنا أعلم بأنك لست ذا دين وايمان، كن أنت كذلك وتعرض لي، وأنا كافر بزعمك ويهودي ونصراني.
(4) محبوب القلوب: لم نعثر عليه فيه.
(٢٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 245 246 247 248 249 250 251 252 253 254 255 ... » »»