خاتمة المستدرك - الميرزا النوري - ج ٢ - الصفحة ٢٢٠
أخبرك، فأرعني سمعك، ثم خبر به من كان له حصافة من أصحابك.
ألا إني عبد الله وأخو رسوله وصديقه الأول في أمتكم (1) حقا "، فنحن الأولون، ونحن الآخرون، ونحن خاصته - يا حارث - وخالصته.
وأنا صنوه ووصيه ووليه وصاحب نجواه وسره، أوتيت فهم الكتاب، وفصل الخطاب، وعلم القرون والأسباب، واستودعت ألف مفتاح، كل مفتاح يفتح ألف باب، يفضى كل باب إلى ألف (2) عهد، وأيدت واتخذت، وأمددت بليلة القدر نفلا "، وإن ذلك يجري لي ولمن استحفظ من ذريتي ما جرى الليل والنهار، حتى يرث الأرض ومن عليها.
وأبشرك - يا حارث - لتعرفني عند الممات، وعنده الصراط، وعند الحوض، وعند المقاسمة.
قال الحارث وما المقاسمة؟.
قال: مقاسمة النار، أقاسمها قسمة صحيحة، أقول. هذا وليي فاتركيه، وهذا عدوي فخذيه.
ثم أخذ أمير المؤمنين عليه السلام بيد الحارث فقال: يا حارث أخذت بيدك كما أخذ رسول الله صلى الله عليه وآله بيد الحارث فقال لي - وقد شكوت إليه حسد قريش والمنافقين لي -: إنه إذا كان يوم القيامة أخذت بحبل الله وحجزته - يعني عصمته - من ذي العرش تعالى، وأخذت يا علي أنت بحجزتي، وأخذت ذريتك بحجزتك، وأخذ شيعتكم بحجزتكم، فماذا يصنع الله بنبيه، وما يصنع نبيه بوصيه! خذها إليك يا حارث قصيرة من طويلة، أنت مع من أحببت، ولك ما اكتسبت (يقولها ثلاثا).

(1) في المصدر: صديقه الأول صدقته وآدم بين الروح والجسد ثم انى صديقه الأول نط أمتكم.
(2) ورد في المصدر: ألف ألف.
(٢٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 ... » »»