خاتمة المستدرك - الميرزا النوري - ج ٢ - الصفحة ٢٣١
وقال رحمه الله في ترجمة الشيخ (رحمه الله): وحكى لي بعض الأعلام أنه سمع من المولى الفاضل، والحبر الكامل، قاضي معز الدين محمد أقضى القضاة في مدينة أصفهان، أنه قال: رأيت ليلة من الليالي في المنام أحد أئمتنا عليهم السلام فقال لي: اكتب كتاب مفتاح الفلاح وداوم العمل بما فيه، فلما استيقظت ولم أسمع اسم الكتاب قط من أحد، فتصفحت من علماء أصفهان فقالوا: لم نسمع اسم هذا الكتاب، وفي هذا الوقت [كان] أ الشيخ الجليل مع معسكر السلطان في بعض نواحي إيران فلما قدم الشيخ (رحمه الله) بعد مدة في أصفهان تفحصت منه أيضا عن هذا الكتاب، فقال: صنفت في هذا السفر كتاب دعاء، ووسمته بمفتاح الفلاح (1)، إلا أني لم أذكر اسمه لواحد من الأصحاب، ولا أعطيت نسخته للانتساخ لأحد من الأحباب، فذكرت للشيخ المنام، فبكى الشيخ، وناولني النسخة التي بخطه، وأنا أول من انتسخ ذلك الكتاب من خطه طاب ثراه (2).
ومن تمام نعم التعالي على هذا الشيخ الذي أسبغ عليه نعمه الظاهرة والباطنة والدنيا والآخرة، أن رزقه الله تعالى زوجة عالمة صالحة، قال في الرياض: بنت الشيخ علي المنشار فاضلة عالمة فقيهة - ولم أعلم اسمها - محدثة، وكانت زوجة شيخنا البهائي، وقد قرأت على والدها، وقد سمعنا من بعض المعمرين الثقات الذي شاهدها في حياتها أنها كانت تدرس في الفقه والحديث ونحو هما، وكانت النسوان يقرأن عليها، وقد ورثت من أبيها أربعة آلاف مجلد

(١) في آخر مفتاح الفلاح: فرغت من تأليفه مع تراكم أفواج العلائق وتلاطم أمواج العوائق وتوزع البال بالحل والترحال في أوائل العشر الثاني من الشهر الثاني من السنة الخامسة من العشر الثاني بعد الألف ببلدة كنجة، وأنا أقل الأنام عمد المشتهر ببهاء الدين العاملي... إلى آخره. (منه قدس سره) (2) محبوب القلوب: غير متوفر لدينا.
(٢٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 226 227 228 229 230 231 232 233 234 235 236 ... » »»