المنقذ من الضلال، والهادي إلى سبيل الرشاد -. " فشرع بتأليف كتاب " الخصائص " عام 383 هجري، وبعد الفراغ من خصائص أمير المؤمنين عليه السلام، شرع في تأليف كتاب " نهج البلاغة " ومن ثم لم يمهله الأجل المحتوم، ولم يسمح له بالعودة إلى كتابه " الخصائص " والرجوع إليه وإتمامه، فتوفي سنة 406 هجرية.
نقل العلماء عن هذا الكتاب واستفادوا منه، واستشهدوا بنصوصه، وكانت منه عده نسخ خطية في مكتبات إيران والعراق والهند.. وطبع في النجف الأشرف سنة 1368 هجرية في 100 ص، وأعيد طبعه مرات عديدة غير أن الكتاب جاء مشحونا بالأغلاط والتصحيف والتحريف، ولم ينل من المؤسف كله الحظ من التصحيح والتحقيق والتعليق، والمقابلة ومراجعة نصوصه، وتعيين مصادره وأسانيده فقد طبع كما وجد، والمطبوع نسخة المرحوم العلامة الجليل السيد عبد الرزاق بن السيد محمد الموسوي المقرم المتوفى 1391 وقد كتبها عام 1349 هجري من نسخة مكتبة الفقيه الشيخ هادي بن الشيخ عباس آل كاشف الغطاء المتوفى 1360، وتاريخ كتابتها سنة 1300 هجرية.
والغريب أن دور النشر أعادت طبع الكتاب على ما هو عليه من التصحيف والتحريف والأغلاط، ولم تصحح منه حتى الأغلاط الاملائية والكتابية.
لقد شاءت الأيام أن أجعل الكتاب في قائمة الكتب التي نويت تحقيقها، وتصحيحها، وإخراجها بصورة صحيحة بحول الله وقوته... منذ أمد بعيد حسبما يقتضيه، ويتطلبه الوقت والتوفيق... بيد أن الذكرى الألفية على وفاة الشريف الرضي كرم الله وجهه.. دفعتني إلى تحقيقه وجعله في الرعيل الأول من تلكم الكتب، فتقدمت إلى تحقيقه، وإخراجه مع تزاحم أعمالي الفكرية، وتراكم شؤوني في حقلي البحث والتأليف.
عملي في تحقيق الكتاب:
أما منهجي في تحقيق الكتاب، فقد فتشت عن نسخ الكتاب وقلبت