فيكم الثقلين كتاب الله عز وجل، حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي وإن اللطيف أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض، فانظروني بم تخلفوني فيهما) (1) فأهل البيت هم القرآن الناطق، والثقل الصادق، لأن القرآن لا ينطق بلسان، ولا بد له من ترجمان.
فمن غير علي (ع) - سيد أهل البيت - كان من النبي صلى الله عليه وآله بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي من بعده، فاستجاب له ربه سبحانه بقوله: (قد أوتيت سؤلك يا موسى) (2).
ومن غير علي - أمير المؤمنين - بعثه الرسول صلى الله عليه وآله في فتح حصن خيبر فلم يخزه الله أبدا، وفتح على يديه الحصون الأوابيا، وقلده الرسول صلى الله عليه وآله وساما إلهيا خالدا بقوله: يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، فاستشرف لها من استشرف (3)؟
ومن غيره بعث في سورة التوبة فأخذها من الأول لقول الرسول صلى الله عليه وآله:
لا يذهب بها إلا رجل هو مني وأنا منه (4)؟
ومن غيره نزلت فيه وأهل البيت: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) (5)؟
ومن غيره شرى نفسه فدى للرسول، فنام في فراشه يقيه حد السيوف (6)؟
ومن غيره أسكن في المسجد يوم سد النبي جميع الأبواب إلا بابه، وقد قام الرسول خطيبا فقال: والله ما أخرجتهم وأسكنته، بل الله أخرجهم وأسكنه (7)؟
ومن غيره كان باب مدينة علم الرسول صلى الله عليه وآله، ومن قصد غير الباب عد سارقا (8)؟