الإمامة والتبصرة - ابن بابويه القمي - الصفحة مقدمة التحقيق ٦
عليكم شهيدا) (١).
فتعاهدهم من لدن آدم بالحجج والآيات، حتى خاتمهم محمد صلى الله عليه وآله سيد الكائنات، ﴿إنما أنت منذر ولكل قوم هاد﴾ (٢).
ولما كانت نبوات الأنبياء السابقين مختصة بأزمانهم وأجيالهم، اقتضت الحكمة أن تكون معاجزهم مقصورة الأمد، محدودة الأجل، لتكون حجة على من رآها، و حجة على من سمع بها بالتواتر، ولكن حيثما تبتعد المعجزة يصعب حصول العلم بصدقها، لانقطاع أخبارها، ويكون التكليف بالإيمان بها عسيرا، وربما يكون ممتنعا على العباد، وحاش لله أن يكلف نفسا إلا وسعها.
أما الرسالة الدائمة فلا بد لها من معجزة خالدة، كخلود القرآن الكريم، ليكون حجة على الخلف كما كان حجة على السلف، وما زال يسمع الأجيال، ويحتج على القرون، إلى أن يقوم الناس لرب العالمين.
ولا بد للرسالة الخالدة أيضا من رسول خالد إلى يوم يبعثون، ليسير الثقلان جنبا لجنب، ولكن كيف يتحقق ذلك مع أن أمد الرسول صلى الله عليه وآله منقض مهما طال، وأجله معلوم مهما امتد.
هذا، والنقطة الأخرى علمنا أن القرآن العظيم حمال ذو وجوه، وبه الغوامض والدقائق، وفيه ﴿آيات محكمات هن أم الكتاب، وأخر متشابهات، فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله﴾ (3)، فنشأت الخلافات، وكثرت الأشياع والأتباع للفرق، وبرزت قرون الشقاق، فاستغلها أهل الفسوق والنفاق، وأبدت عن نواجذها شقائق الشياطين، في فتن داستهم بأخفافها، ووطأتهم بأظلافها، فهم فيها تائهون حائرون، وكلهم يدعون أنهم بالقرآن يعملون، وبه يستدلون، وعليه يعولون.
فما يكون حال الأمة المرحومة في هذا الوقت العصيب، الذي ادلهمت به الفواجع والخطوب، وبفقدها محمد صلى الله عليه وآله سيد الكائنات، وأعز نجيب وحبيب، فيا لهول المصاب، الذي أورثهم الحيرة والذهول، وأفقد ذوي الألباب منهم الصواب،

(مقدمة التحقيق ٦)
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقدمة 7
2 الإمامة والتبصرة 19
3 باب الوصية من لدن آدم عليه السلام 21
4 باب أن الأرض لا تخلو من حجة 25
5 باب في أن الإمامة عهد من الله تعالى 37
6 باب أن الله عز وجل خص آل محمد (عليهم السلام) بالإمامة دون غيرهم 40
7 باب أن الإمامة لا تصلح إلا في ولد الحسين من دون ولد الحسن عليهما وعلى أبيهما السلام 47
8 باب العلة في اجتماع الإمامة في الحسن والحسين عليهما السلام 55
9 باب في أن الإمامة لا تكون في أخوين بعد الحسن والحسين عليهما السلام 56
10 باب أن الإمامة لا تكون في عم ولا خال ولا أخ 59
11 باب إمامة علي بن الحسين عليه السلام وابطال إمامة محمد بن الحنفية 60
12 باب إمامة الباقر: أبي جعفر محمد بن علي عليه السلام 63
13 باب إمامة أبي عبد الله عليه السلام 65
14 باب إمامة موسى بن جعفر عليه السلام 66
15 باب إبطال إمامة إسماعيل بن جعفر 71
16 باب إبطال إمامة عبد الله بن جعفر 72
17 باب السبب الذي من أجله قيل بالوقف 75
18 باب إمامة أبي الحسن علي بن موسى عليه السلام 77
19 باب في أن من مات وليس له إمام مات ميتة جاهلية 82
20 باب معرفة الامام انتهاء الأمر إليه بعد مضي الأول 84
21 باب ما يلزم الناس عند مضي الإمام عليه السلام 87
22 باب في من أنكر واحدا من الأئمة عليهم السلام 90
23 باب من أشرك مع إمام هدى إماما ليس من الله تعالى 91
24 باب النوادر 92
25 المستدرك 97
26 باب إمامة أبي جعفر محمد بن علي الجواد وأبى الحسن علي الهادي (ع) 99
27 باب إمامة أبي محمد الحسن بن علي العسكري (ع) 100
28 باب إمامة القائم عليه السلام 101
29 باب في ذكر حديث اللوح، وان الامام الثاني عشر هو الحجة ابن الحسن العسكري 103
30 باب في ولادة المهدي عليه السلام 109
31 باب أن المهدي من ولد الحسين عليه السلام 110
32 باب أن المهدى هو الخامس من ولد السابع ونحو ذلك 113
33 باب في أوصاف المهدي عليه السلام 115
34 باب في النهي عن تسميته عليه السلام 117
35 باب في الغيبة 119
36 باب ما يصنع الناس في الغيبة 124
37 باب في آيات ظهوره 128
38 باب أن لديهم الكتب التي أنزلت على الأنبياء 139
39 باب أنهم القرى الظاهرة 140