مسلم قد اخرج له في المتابعات وأيضا فكان أخذ به عنه قبل ان يعمى ويفسد حديثه وكذلك أمر أحمد ابن حنبل ابنه بالأخذ عنه كان قبل عماه ولما ان عمي صار يلقن فيتلقن حتى قال يحيى ابن معين لو كان لي فرس ورمح لغزوت سويدا من شدة ما كان يذكر له عنه من المناكير (قلت) وقد خلط في هذا الاسناد واخطأ فيه على ابن المبارك وإنما رواه ابن المبارك عن ابن المؤمل عن أبي الزبير كذلك رويناه في فوائد أبي بكر بن المقري من طريق صحيحة فجعله سويد عن ابن أبي الموال عن ابن المنكدر واغتر الحافظ شرف الدين الدمياطي بظاهر هذا الاسناد فحكم بأنه على رسم الصحيح لابن أبي الموالي انفرد به البخاري وسويدا انفرد به مسلم وغفل عن أن مسلما إنما اخرج لسويد ما توبع عليه لا ما انفرد به فضلا عما خولف فيه وله طريق أخرى من حديث أبي الزبير عن جابر أخرجها الطبراني في الأوسط في ترجمة علي بن سعيد الرازي وله طريق أخرى من غير حديث جابر ورواه الدارقطني والحاكم من طريق محمد بن حبيب الجارودي عن سفيان بن عيينة عن أبي ابن بخيع عن مجاهد عن ابن عباس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ماء زمزم لما شرب له فان شربته تسشتفي بها شفاك الله الحديث (قلت) الجارودي صدوق الا ان روايته شاذة فقد رواه حفاظ أصحاب ابن عيينة والحميدي وابن أبي عمر وغيرهما عن ابن عيينة عن ابن أبي بخيع عن مجاهد قوله ومما يقوي رواية ابن عيينة ما أخرجه الدينوري في المجالسة من طريق الحميدي قال كنا عند ابن عيينة - فجاء رجل فقال يا أبي محمد الحديث الذي حدثتنا عن ماء زمزم صحيح قال نعم قال فاني شربته الآن لتحدثني مائة حديث فقال اجلس فحدثه مائة حديث وروى أبو داود الطيالسي في مسنده من حديث أبي ذر رفعه قال زمزم مباركة انها طعام طعم وشفاء سقم وأصله في صحيح مسلم دون قوله وشفاء سقم وفي الدارقطني والحاكم من طريق ابن أبي مليكة جاء رجل إلى ابن عباس فقال من أين جئت قال شربت من ماء زمزم قال ابن عباس أشربت منها كما ينبغي قال وكيف ذلك يا بن عباس قال إذا شربت منها فاستقبل القبلة واذكر الله وتنفس ثلاثا وتضلع منها فإذا فرغت فاحمد الهل فان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن بيننا وبين المنافقين انهم لا يتضلعون من زمزم * (3) (قوله) استحب الشافعي للحاج إذا طاف ان يقف عند الملتزم بين الركن والمقام ويقول فذكر الدعاء ولم يسنده وقد ورد في الوقوف عند الملتزم ما رواه أبو داود من طريق المثنى بن الصباح عن عمرو بن شعيب عن أبيه قال طفت مع عبد الله فلما جئت دبر الكعبة قلت الا نتعوذ قال تعوذ بالله من النار ثم مضى حتى استلم الحجر وأقام بين الركن والباب فوضع صدره ووجهه وذراعيه وكفيه هكذا وبسطهما بسطا ثم قال هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعله
(٤١٩)