مشارق أنوار اليقين - الحافظ رجب البرسي - الصفحة ١٩٤
فصل (مقام علي عند الملائكة) وأما مقامه عند الملائكة المقربين ورفعته عند جبرائيل الأمين فإنه كان يلزم ركاب علي إذا ركب ويسير معه إذا سار ويقف إذا وقف ويكبر إذا كبر ويحمل إذا حمل لأنه خادمه والخادم يدين بطاعة المخدوم، وهو مع رفعته في السماء وحمله للرسائل إلى الأنبياء فإنه فقير علي لأنه وقف ببابه سائلا فقال: (مسكينا ويتيما وأسيرا) فهذا سر الأسرار، وآية الجبار، الذي ينفد عند عد فضائله رمل القفار، وورق الأشجار، فلأنه إمام الأبرار، ووالد السادة الأطهار، وقسيم الجنة والنار، سنان النبوة، ولسان الفتوة، وختام الرسالة، وبيان المقالة، ينبوع الحكمة، وباب الرحمة، يعسوب الدين والحكمة، ومعدن الطهارة والعصمة، مريخ الانتقام وكيوان الرفعة والاحتشام، كاسر قناة الغواية، وسفينة النجاة والهداية وصاحب الخلافة والألوية من البداية إلى النهاية، وقلت:
يا أيها المولى الولي ومن له * الشرف العلي ومن به أنا واثق لا أبتغي مولى سواك ولا أرى * إلا ولاك ومن عداك فطالق عين العلى بك أشرقت أنوارها * صار الصفى من بحر جودك دافق يا كاف الكل يا هاء الهدى * يا فلك نوح واللواء الخافق من قبل خلق الخلق أنت رضيتني * عبدا وما أنا عبد سوء آبق ونقلت من صلب إلى صلب على * صدق الولا وأنا المحب الصادق كم يعذلوني في هواك تعنفا * أنا عاشق أنا عاشق أنا عاشق هذه شمة من أزهار أسرار إمام الأبرار ورشحة من نثار زخار منبع الأسرار، فقل للمنكر والمرتاب والكفور: موتوا بغيظكم إن الله عليم بذات الصدور.
فصل (آل محمد ص صفات الديان) آل محمد صلوات الله عليهم أجمعين صفات الديان، وصفوة المنان، وخاصة الرحمن وسفراء الغيب والقرآن، فليس للخلق على عظمتهم نسبة، ولا بعظيم جلالهم معرفة، فمعرفة العامة لعلي أنه
(١٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 ... » »»