فصل ثم ذكر في آخر هذه السورة آية فيها اسم الله الأعظم فقال:
﴿سلام قولا من رب رحيم﴾ (1) ويخرج من تكسير حروفها السبيل (2) السلام أنا هو محمد، ثم دلنا بعد هذا المقام عظيم لنبيه على مقام آخر فيها لوليه، وأنه هو كلمة الجبار ومنبع سائر الأسرار، ومطلع فائض الأنوار، فقال: إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون (3)، فجعل وجوده الوجود (4)، والموجود بين حرفي الأمر وهما الكاف والنون، وباطن الكاف والنون الاسم المخزون المكنون، لمن عرف هذا السر المصون، وإليه الإشارة بقوله: ألا له الخلق والأمر (5) والخلق والأمر (6) هما العين والميم (7)، وذلك لأن ظهور الأفعال عن الصفات، وتجلي الصفات عن الذات.