مجمع النورين - الشيخ أبو الحسن المرندي - الصفحة ٥٣
الله أمرها إلى ربها وخطبها بعد أبي بكر عمر بن الخطاب فقال له رسول الله كمقالته لأبي بكر قال وإن أبا بكر وعمر كانا ذات يوم جالسين في مسجد رسول الله ومعهما سعد بن معاذ الأنصاري الأوسي فتذاكروا من فاطمة بنت رسول الله فقال أبو بكر قد خطبها الأشراف من رسول الله فقال إن أمرها إلى ربها إن شاء الله أن يزوجها زوجها وإن علي بن أبي طالب لم يخطبها من رسول الله ولم يذكرها له ولا أراه يمنعه من ذلك إلا قلة ذات اليد وإنه ليقع في نفسي أن الله عزوجل ورسوله إنما يحبسانها عليه قال ثم أقبل أبو بكر على عمر بن الخطاب وعلى سعد بن معاذ فقال هل لكما في القيام إلى علي بن أبي طالب حتى نذكر له هذا فان منعه قلة ذات اليد واسيناه واسعفناه فقال له سعد بن معاذ وفقك الله يا أبا بكر فمازلت موفقا قوموا بنا على بركة الله ويمنه قال سلمان الفارسي فخرجوا من المسجد فالتمسوا عليا في منزله فلم يجدوه وكان ينضح ببعير كان له الماء على نخل رجل من الأنصار بأجرة فانطلقوا نحوه فلما نظر إليهم علي قال ما وراءكم وما الذي جئتم له فقال أبو بكر يا أبا الحسن إنه لم يبق خصلة من خصال الخير إلا ولك فيها سابقة وفضل وأنت من رسول الله بالمكان الذي قد عرفت من القرابة والصحبة والسابقة وقد خطب الأشراف من قريش إلى رسول الله ابنته فاطمة فردهم فقال إن أمرها إلى ربها إن شاء أن يزوجا زوجها فما يمنعك أن تذكرها لرسول الله إنما يحبسانها عليك قال فتغرغرت عينا علي بالدموع فقال يا أبا بكر لقد هيجت مني ساكنا و أيقضتني لأمر كنت عنه غافلا والله إن فاطمة لموضع رغبة وما مثلي قعد عن مثلها غير أنه يمنعني من ذلك قلة ذات اليد فقال أبو بكر لا تقل هذا يا أبا الحسن فان الدنيا وما فيها عند الله ورسوله كهباء منثور قال ثم إن علي بن أبي طالب حل عن ناضحه وأقبل يقوده إلى منزله فشده فيه ولبس نعله وأقبل إلى رسول الله فكان رسول الله في منزل زوجته
(٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 ... » »»