مجمع النورين - الشيخ أبو الحسن المرندي - الصفحة ٤٩
وغمها حذرا عليه فلما حملت بفاطمة كانت فاطمة تحدثها من بطنها و تصبرها وكانت تكتم ذلك من رسول الله فدخل رسول الله يوما فسمع خديجة تحدث فاطمة فقال لها يا خديجة من تحدثين قالت الجنين الذي في بطني يحدثني ويونسني قال يا خديجة هذا جبرئيل يبشرني ويخبرني أنها أنثى وأنها النسلة الطاهرة الميمونة وأن الله تبارك وتعالى سيجعل نسلي منها وسيجعل من نسلها أئمة ويجعلهم خلفائه في أرضه بعد انقضاء وحيه فلم تزل خديجة على ذلك إلى أن حضرت ولادتها فوجهت الى نساء قريش وبني هاشم أن تعالين لتلين مني ما تلي النساء من النساء فأرسلن إليها أنت عصيتنا ولم تقبلي قولنا وتزوجت محمدا يتيم أبي طالب فقير لا مال له فلسنا نجي ولا نلي من أمرك شيئا فاغتمت خديجة لذلك فبينا هي كذلك إذ دخل عليها أربع نسوة سمر طوال كأنهن من بني هاشم ففزعت منهن لما رأتهن فقالت أحديهن لا تحزني يا خديجة فانا رسل ربك اليك ونحن أخواتك أنا سارة وهذه آسيا بنت مزاحم وهي رفيقتك في الجنة وهذه مريم بنت عمران وهذه صفوراء بنت شعيب وهذه كلثوم أخت موسى بن عمران أبعثنا الله اليك لنلي منك ما تلي النساء من النساء فجلست واحدة من النساء يمينها وأخرى عن يسارها والثالثة بين يديها والربعة من خلفها فوضعت فاطمة طاهرة مطهرة فلما سقطت الى الأرض أشرف منها النور حتى دخل بيوتات مكة ولم يبق في شرق الأرض ولا غربها موضع لا أشرق فيه ذلك النور ودخل عشر من الحور العين كل واحدة منهن معها طشت من الجنة وإبريق من الجنة وفي الإبريق ماء من الكوثر فتناولتها المرأة التي كانت بين يديها فغسلتها بماء الكوثر وأخرجت خرقتين بيضائيتين أشد بياضا من اللبن وأطيب ريحا من المسك و العنبر فلفتها بواحدة وقنعتها بالثانية ثم استنطقتها فنطقت فاطمة بالشهادتين وقالت أشهد أن لا إله إلا الله وأن أبي رسول الله سيد الأنبياء وأن بعلي سيد الأوصياء وولدي سادة الأسباط ثم سلمت عليهن و
(٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 ... » »»