هاجرت فاطمة مع أمير المؤمنين ونساء المهاجرين وكانت عايشة فيمن هاجر معها فقدمت المدينة فانزلت النبي على أم أيوب الانصاري وخطب رسول الله النساء وتزوج سودة أول دخوله المدينة ونقل فاطمة إليها ثم تزوج أم سلمة فقالت أم سلمة تزوجني رسول الله وفوض أمر ابنته إلي فكنت أودبها وكانت والله أءدب مني وأعرف بالأشياء كلها فصل خطبة أبي بكر وعمر الصديقة الكبرى ابن شاهين المروزي في كتاب فضايل فاطمة باسناده عن الحسين بن واقد عن أبي بريدة عن أبيه والبلادوي في التاريخ باسانيده أن أبا بكر خطب إلى النبي فاطمة (ع) فقال أنتظر لها القضاء ثم خطب إليه عمر فقال أنتظر لها القضاء الحسين وقد اشتهر في الصحاح بالأسانيد عن أمير المؤمنين وابن عباس و ابن مسعود وجابر الأنصاري وأنس بن مالك والبراء بن عازب وأم سلمة بألفاظ مختلفة ومعان متفقة أن أبا بكر وعمر خطبا إلى النبي فاطمة مرة بعد أخرى فردهما وروى أحمد في الفضايل عن بريدة أن أبا بكر وعمر خطبا إلى النبي فاطمة فقال إنها صغيرة وروى ابن بطة في الابانة أنه خطبها عبد الرحمن ابن عوف فلم يجبه ورواية غيره أنه قال بكذا من المهر فغضب صلى الله عليه و آله ومديده إلى حصى فرفعها فسبحت في يده وجعلها في ذيله فصارت در أو مرجانا يعرض به جواب المهر ولما خطبه علي (ع) قال سمعتك تقول يارسول الله كل سبب و نسب فقطع إلا سببي ونسبي فقال النبي أما السبب فقد سبب الله وأما النسب فقد قرب الله وهش وبش في وجهه وقال ألك شئ فقال إن لي فرسا وبغلا وسيفا ودرعا فقال بع الدرع ومن المناقب عن أم سلمة وسلمان الفارسي وعلي بن أبي طالب وكل قالوا أنه لما أدركت فاطمة بنت رسول الله مدرك النساء خطبها أكابر قريش من أهل الفضل والسابقة في الإسلام والشرف والمال كان كلما ذكرها رجل من قريش لرسول الله أعرض عنه رسول الله بوجهه حتى كان الرجل منهم يظن في نفسه أن رسول الله ساخط عليه أو قد نزل على رسول الله فيه وحي من السماء ولقد خطبها من رسول الله أبو بكر فقال له رسول
(٥٢)