سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٢١ - الصفحة ٣٧٦
معي ردءا.
وقال يوما: أهل الكلام يقولون: ما في السماء رب، ولا في المصحف قرآن، ولا في القبر نبي، ثلاث عورات لكم.
وحضر مجلسه بعض المخالفين، فأنشد على المنبر:
ما للهوى العذري في ديارنا * أين العذيب من قصور بابل (1) وقال وقد تواجد رجل في المجلس: واعجبا، كلنا في إنشاد الضالة سواء، فلم وجدت أنت وحدك (2):
قد كتمت الحب حتى شفني * وإذا ما كتم الداء قتل بين عينيك علالات الكرى * فدع النوم لربات الحجل وقد سقت من أخبار الشيخ أبي الفرج كراسة في (تاريخ الاسلام).
وقد نالته محنة في أواخر عمره، ووشوا به إلى الخليفة الناصر عنه بأمر اختلف في حقيقته، فجاء من شتمه، وأهانه، وأخذه قبضا باليد، وختم على داره، وشتت عياله، ثم أقعد في سفينة إلى مدينة واسط، فحبس بها في بيت حرج، وبقي هو يغسل ثوبه، ويطبخ الشئ، فبقي على ذلك خمس سنين ما دخل فيها حماما. قام عليه الركن عبد السلام بن عبد الوهاب ابن الشيخ عبد القادر، وكان ابن الجوزي لا ينصف الشيخ عبد القادر،

(1) قال سبطه معلقا على هذه الحكاية وهذا البيت: (قلت: وهذا البيت يقتضي المدح لهم لأنه شبههم بالهوى العذري وكذا العذيب وقصور بابل كلها أماكن ممدوحة، وإنما يقال جنس المعنى من نظائر هذا البيت:
أتظهرون: نهارا بين أظهرنا * أما نهاكم سليمان بن داود (2) يعني: ثم أنشد هذين البيتين.
(٣٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 371 372 373 374 375 376 377 378 379 380 381 ... » »»