كليات في علم الرجال - الشيخ السبحاني - الصفحة ٢٣٦
بن فضال يقول: ابن أبي حمزة كذاب ملعون، قد رويت عنه أحاديث كثيرة، وكتبت تفسير القرآن من أوله إلى آخره، إلا أني لا أستحل أن أروي عنه حديثا واحدا (1).
أقول: إن علي بن أبي حمزة البطائني من الواقفة، وهو ضعيف المذهب، وليس ضعيفا في الحديث على الأقوى (2) وهو مطعون لأجل وقفه في موسى بن جعفر عليه السلام وعدم اعتقاده بامامة الرضا عليه السلام وليس مطعونا من جانب النقل والرواية، وقد عرفت أن المراد من " عمن يوثق به " في عبارة الكشي هو الموثوق في الحديث، فيكفي في ذلك أن يكون مسلما متحرزا عن الكذب في الرواية، وأما كونه إماميا فلا يظهر من عبارة " العدة " وعلى ذلك فالنقض غير تام.
وأما ما نقل من العياشي في حق ابن أبي حمزة من أنه كذاب ملعون، فهو راجع إلى ابنه، أي الحسن بن علي بن أبي حمزة البطائني، لا إلى نفسه، كما استظهره صاحب المعالم في هامش " التحرير الطاووسي " (3)، وابن أبي حمزة مشترك في الاطلاق بين الوالد والولد. والشاهد على ذلك أمران:
الأول: إن الكشي نقله أيضا في ترجمة الحسن بن علي بن أبي حمزة البطائني. قال (العياشي): سألت علي بن الحسن بن فضال، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة البطائني، فقال: " كذاب ملعون رويت عنه أحاديث كثيرة " فلا يصح القول جزما بأنه راجع إلى الوالد، والظاهر من النجاشي أنه راجع إلى الولد، حيث نقل طعن ابن فضال في ترجمة الحسن.

(1) رجال الكشي: الصفحة 345.
(2) لاحظ دلائل الطرفين في تنقيح المقال: ج 2، الصفحة 262، وقد بسط المحقق الكلباسي الكلام فيه في سماء المقال: ج 1، الصفحة 134 154.
(3) تنقيح المقال: ج 2، الصفحة 262.
(٢٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 230 231 232 233 235 236 237 238 239 240 241 ... » »»
الفهرست