تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ٣ - الصفحة ٥١٥
ثم قال * (وخلقناكم أزواجا) * يعني أصنافا وأضدادا ذكرا وأنثى ويقال ألوانا بيضا وسودا وحمرا * (وجعلنا نومكم سباتا) * يعني راحة لأبدانكم وأصله التمدد فلذلك سمي السبت لأنه قيل لبني إسرائيل استريحوا فيه ويقال * (سباتا) * يعني سكونا وانقطاعا عن الحركات ثم قال * (وجعلنا الليل لباسا) * يعني سكنا يسكنون فيه ويقال سترا يستر كل شيء * (وجعلنا النهار معاشا) * يعني مطلبا للمعيشة * (وبنينا فوقكم سبعا شدادا) * يعني خلقنا فوقكم سبع سماوات غلاظا غلظ كل سماء مسيرة خمسمائة عام * (وجعلنا سراجا وهاجا) * يعني وقادا مضيئة * (وأنزلنا من المعصرات) * يعني من السحاب سمي معصرات لأنها تعصر الماء ويقال المعصرات هي الرياح يعني ذوات الأعاصير كقوله " إعصارا فيه نار " * (ماء ثجاجا) * يعني سيالا ويقال منصبا كبيرا * (لنخرج به حبا ونباتا) * يعني بالماء حبوبا كثيرة للناس ونباتا للدواب من العشب والكلأ * (وجنات ألفافا) * يعني شجرها ملتفا بعضها في بعض سورة النبأ 17 - 23 فأعلم الله تعالى قدرته أنه قادر على البعث ثم بين أن البعث حق عليهم فقال * (إن يوم الفصل كان ميقاتا) * يعني يوم القيامة ميقات وميعاد للأولين والآخرين * (يوم ينفخ في الصور فتأتون أفواجا) * يعني جماعة جماعة وروي في بعض الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال (يبعث الناس صورا مختلفة بعضهم على صورة الخنزير وبعضهم على صورة القردة وبعضهم وجوههم كالقمر ليلة البدر ثم قال عز وجل * (وفتحت السماء) * يعني أبواب السماء * (فكانت أبوابا) * يعني فصارت طرقا قرأ حمزة والكسائي وعاصم * (وفتحت السماء) * بالتخفيف والباقون بالتشديد وهو لتكثير الفعل والتخفيف بفتح مرة واحدة ثم قال عز وجل * (وسيرت الجبال) * يعني قلعت من أماكنها * (فكانت سرابا) * يعني فصارت كالسراب تسير في الهواء كالسراب في الدنيا * (إن جهنم كانت مرصادا) * أي رصدا لكل كافر ويقال سجنا ومحبسا * (للطاغين مآبا) * أي للكافرين مرجعا يرجعون إليها * (لابثين فيها أحقابا) * يعني ماكثين فيها أبدا دائما والأحقاب وأحدها حقب والحقب ثمانون سنة وكل سنة اثنا عشر شهرا وكل شهر ثلاثون يوما وكل يوم منها مقدار ألف سنة مما تعدون بأهل الدنيا فهذا حقب واحد والأحقاب هو التأبيد كلما مضى حقب دخل حقب
(٥١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 510 511 512 513 514 515 516 517 518 519 520 ... » »»