كتاب الهواتف - ابن أبي الدنيا - الصفحة ٥٤
(65) - حدثني أبو عبد الله محمد بن خلف صالح التميمي، وكان عابدا قال:
قال بكر العابد:
" حججت فلما صرت إلى خراب المدينة إذا بشخص شيخ حسن الهيئة، طيب الريح، شديد بياض الثياب، فلما دنوت منه، قال لي يا بكر قل. قلت: ما أقول؟
قال: قل: يا عظيم العفو، يا واسع المغفرة، يا قريب الرحمة يا ذا الجلال والإكرام، اجعلنا من أهل العافية في الدنيا والآخرة. ثم لم أره ".
(66) - حدثني أبو عبد الله التيمي، حدثني شريح، حدثني جليس كان لبكر بن محمد قال: قال لي بكر:
" دعوت الله عز وجل في ليلة جمعة فأكثرت، وكنت أقول: اللهم ارزقني غدا إذا توجهت إلى المسجد الجامع رجلا أنتفع بصحبته، فخرجت أريد المسجد، فلم يصحبني أحد، حتى إذا صرت إلى الجدارين، إذا شيخ ما أدري كيف أصف حسن وجهه، أو حسن بياضه، أو طيب ريحه، فدنوت منه فقلت: يا هذا أي شئ خير؟
فتبسم في وجهي وقال: طوبى لمن طال عمره، وحسن عمله، ثم مر يماشيني ما أكلمه، ولا يكلمني، فلما صرنا في رحبة المسجد، والناس يزدحمون على أبواب المسجد، قال بيده فأدارني فقال: اعلم أن الله على كل شئ قدير، وأن الله قد أحاط بكل شئ علما، قال: ثم لم أره ".
(67) - حدثني أبو عبد الله التيمي، حدثني شريح قال: سمعت يحيى بن بليق الجمال وهو مولى لبني وديعة بن عبد الله بن لؤي قال:
" كنا بطريق مكة فأصابنا عطش شديد، قال: فشرينا في دليلا يخرج بنا إلى موضع ذكر لنا أن فيه ماء، فبينا نحن نسير نبادر الماء بعد طلوع الفجر، إذا صوت نسمعه وهو
(٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 48 49 51 52 53 54 55 56 57 58 59 ... » »»
الفهرست