المسائل السروية - الشيخ المفيد - الصفحة ٩٣
فلما بعث صلى الله عليه وآله فرق بينهما وبين ابنتيه. فمات عتبة على الكفر، وأسلم أبو العاص بعد إبانة الإسلام، فردها عليه بالنكاح الأول (1).
ولم يكن صلى الله عليه وآله في حال من الأحوال مواليا لأهل الكفر، وقد زوج من تبرأ من دينه (2)، وهو معاد له (3) في الله عز وجل.

(١) كان أبو العاص قد أبى أن يطلق زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وآله حين أمره المشركون بذلك ليؤذوا به رسول الله صلى الله عليه وآله، فشكر له رسول الله صلى الله عليه وآله ذلك، ثم إنه شهد بدرا مع الكفار، وأسره المسلمون وبقي في الأسر حتى بعث أهل مكة في فداء أسراهم، فقدم في فدائه عمرو بن الربيع بمال دفعته إليه زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وآله، من ذلك قلادة لها كانت خديجة عليها السلام قد أدخلتها بها على أبي العاص، فقال رسول الله صك المته عليه وآله: " إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها وتردوا عليها الذي لها فافعلوا " فقالوا: نعم. فلما أطلقه رسول الله صلى الله عليه وآله اشترط عليه أن يرسل زينب إلى المدينة، فعاد إلى مكة وأرسلها إلى النبي صلى الله عليه وآله بالمدينة، فلهذا قال رسول الله صلى الله عليه وآله عنه: " حدثني فصدقني، ووعدني فوفى لي ". وأقام أبو العاص على شركه حتى كان قبيل الفتح خرج بتجارة لقريش فغنمها المسلمون وأسروا بعض رجالها وفر أبو العاص ثم دخل المدينة ليلا مستجيرا بزينب، فخرجت إلى المسجد والنبي صلى الله عليه وآله في صلاة الصبح فقالت: أيها الناس قد أجرت أبا العاص ابن الربيع، ثم طلب الأموال ليردها إلى أهلها، فاستأذن رسول الله المسلمين بردها، فردوها إليه فعاد إلى مكة وأدى إلى الناس، أموالهم، ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله، والله ما منعني من الإسلام إلا خوفا أن تظنوا بي أكل أموالكم، ثم قدم على رسول الله مسلما، فرد عليه زينب بنكاحه الأول.
الاستيعاب - بهامش الإصابة ٤: ٥٢٥، إعلام الورى: ١٤٠، أسد الغابة ٥:
٢٣٧
. الإصابة ٤: ١٢١، الكنى والألقاب ١: ١١٤.
(2) زاد في " م ": من بني أمية.
(3) في " أ ": وقد زوج من بني أمية من هو يعاديه.
(٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 ... » »»