(8) وباء المخدرات وأضرار الخمور من أبرز مظاهر الكوارث البشرية المحدقة بالعالم، وباء الإدمان على المخدرات الشائعة الاستعمال في بقاع عديدة من العالم تشمل شرق الأرض وغربها، وتستقطب شمال الكون وجنوبه، وهو أمر يفوق حد التصور في ردة فعله، ووبال أمره، ونجم عن استعماله انحراف الشباب والمراهقين انحرافا خطيرا، وتدهورت الأخلاق إلى أدنى مستوى سحيق، وأميتت الضمائر وانتزعت منها المشاعر النابضة فعادت جمادا لا ينبض بالحركة، وبذرت الأموال تبذيرا طائشا حتى التصق بالصعيد من كانت له مسكة غنى، فالميوعة والتخنث واللا إدراك، والبذاءة والانحلال كل أولئك مما يتصف به المدمن على المخدرات، حتى أصبح دون مبالغة جزءا مشلولا متعطلا في كيان الكائن البشري.
وهذه المخدرات متعددة الصفات كتعدد أسمائها، ومختلفة التأثير كاختلاف مراتبها، ويمكننا من خلال اطلاعنا المتواضع أن نصنفها على الشكل الآتي، مبتدئين بالمعقد منها ثم البسيط، أو ما هو أشد تأثيرا، وأكثر تركيزا.