لتربيتك؟! بل كيف سيكون الحال لو كان الآمر هو السيد المفتش العام؟!.. كيف سيكون شعورك لو كان الآمر..
واستمر أبي يرتقي بالآمر المخاطب رتبة رتبة، ومع كل رتبة يرتقيها يتجلى لي أكثر فأكثر شئ ما كان خافيا علي من قبل.. كما لو أني أفقت للتو من سبات عميق.
وما أن وصل أبي إلى أمر الله عز وجل وخطابه إلي، وتكليفه إياي حتى صعقت.
- الله يخاطبني أنا.... يأمرني أنا.. أنا.
- نعم يا بني: الله يخاطبك أنت.. أنت ابن خمس عشرة سنة..
ويكلفك أنت.. أنت ابن خمس عشرة سنة.. ويأمرك أنت.. وينهاك أنت.
- أو أستحق أنا كل هذا التكريم.. خالق الخلق كلهم يشرفني فيكلفني.. جبار السماوات والأرض يتلطف فيأمرني وينهاني.. ما أحلى يومي هذا، وما أجمل سنتي هذه.. ما أبهى الرجولة.
- عليك يا بني أن تطيع ما أمرك به خالقك فشرفك به.
- بل سأسعى بشغف عاشق إلى تطبيق تكاليفه الحبيبة. ولكن..
- ولكن ماذا...؟
- ولكن ما هي هذا التكاليف التي كلفني بها؟
- التكاليف الشرعية على خمسة أنحاء.. واجبات ومحرمات ومستحبات ومكروهات والمباحات.
- وما هي الواجبات؟ وما هي المحرمات وما هي المستحبات؟..